في حادثة تُعد الأولى من نوعها على مستوى منطقة الجوف، ووسط استغراب واستنكار المواطنين، أضرم مجهول أول من أمس النار في ثلاثة مساجد تقع شمال مدينة سكاكا. ووقعت الحرائق في وقت متقارب قبل صلاة الظهر في مسجد البخاري ومسجد ابن قدامة ومسجد المثنى بن حارثة، وبحسب مؤذن مسجد البخاري فإنه عند وصوله لرفع أذان صلاة الظهر فوجئ بتصاعد الدخان من داخل المسجد. وأضاف: «حين حاولت الدخول لم أتمكن من ذلك، بسب كثافة الدخان وشدة اللهب الذي يلتهم المصاحف والكتيبات الدينية، ما دفعني لإبلاغ الدفاع المدني الذي باشر الحادثة وأخمد الحريق». فيما ذكر مؤذن مسجد ابن قدامة أنه حين دخوله للمسجد لرفع أذان صلاة الظهر شاهد تصاعد النار من حاملة المصاحف المحاذية للمنبر، وفي الحال تمكن بفضل من الله إخماد النار، وفي مسجد المثنى بن حارثة تمكن المؤذن أيضاً من إخماد النار قبل وصولها للأماكن المخصصة للمصاحف عند دخوله للمسجد. من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي باسم شرطة منطقة الجوف العقيد دامان بن ونيس الدرعان في بيان صحافي، أن مركز شرطة العزيزية بسكاكا تبلّغ من غرفة عمليات الدفاع المدني ظهر الإثنين 24/8/1432ه عن وقوع حريق عمد بثلاثة مساجد بحي السوق بمدينة سكاكا. وقال إنه على الفور تم انتقال المختصين من الضباط المحققين وضباط الأدلة الجنائية إلى مواقع المساجد، وتمت معاينتها، وتبيّن أن الحريق أتى على أجزاء بسيطة من المساجد، مضيفاً أن الجهات المختصة باشرت برفع الآثار تمهيداً لفحصها، كما تم تكليف جهات الاختصاص بإجراء التحريات اللازمة والدقيقة لمعرفة المتسبب في الحريق. إلى ذلك، استنكر المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة الجوف الشيخ علي بن سالم العبدلي حادثة حرق المساجد. وأشاد العبدلي إلى حرص أهالي المنطقة على خدمة بيوت الله، معتقداً أن تكون الحادثة فردية ولا تعبر عن توجّه معين، كما رجح أن يكون الفاعل مريضاً نفسياً. وقال ل «الحياة» إن المساجد مغلقة في خارج أوقات الصلاة، لكن الحادثة حصلت قبل وقت تجهيز المساجد لصلاة الظهر، فيما أكد أن عملية ترميم المساجد المتضررة بدأت على الفور، مشيراً إلى أن الأضرار بسيطة، «والمساجد ستكون متاحة للصلاة قبل دخول شهر رمضان المبارك». ووجدت هذه الحوادث استنكاراً واسعاً من الأهالي، الذين اعتبروا الفعل إثماً عظيماً وتعدياً خطيراً على بيوت الله، وطالبوا بسرعة القبض على المتسبب وتطبيق أشد العقوبات بحقه.