قتل 17 مسلحاً من تنظيم «القاعدة» بينهم قيادي سعودي مطلوب، وأصيب عشرات آخرون بجروح في معارك عنيفة مع الجيش اليمني في محيط مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين (جنوب)، شارك فيها الطيران الحربي. وقالت مصادر محلية متطابقة ل «الحياة»، إن بين القتلى «أمير» التنظيم في حضرموت (شرق اليمن)، السعودي عبدالله الجوير، والمكنى ب «إبراهيم النجدي»، وهو المطلوب الرقم 46 على قائمة ال 85 المطلوبين للسلطات السعودية. وأشارت المصادر ايضاً الى مقتل صالح العقيلي شقيق حسن العقيلي المعروف باسم «فواز المأربي»، والذي قتل الاسبوع الماضي في زنجبار وكان «أميرَ» التنظيم في مأرب، بالإضافة إلى القيادي في تنظيم مأرب موحد جميل، وهو شقيق القيادي المطلوب للأمن اليمني علي جميل، الذي نجا من الاغتيال مطلع العام الماضي في صحراء مأرب بصاروخ أطلقته طائرة تجسس أميركية من دون طيار. وفي الرياض، أوضحت مصادر مطلعة ل «الحياة»، أن الجوير (27 عاماً) خطَّط لأعمال إرهابية داخل المملكة بعد فراره من العراق الى اليمن بجواز سفر مزور، وعمل لتجهيز مخابئ آمنة في السعودية لعناصر «القاعدة» الذين يتواصل معهم وهو في الخارج، مشيرة إلى أنه شارك في التخطيط لأعمال إرهابية في صنعاء. وتابعت المصادر ان «القتيل الجوير، وهو شقيق فهد الجوير (قاد خلية استهدفت منشأة نفطية في بقيق وقُتل في مواجهات أمنية في الرياض العام 2006)، غادر إلى سورية قبل ستة أعوام، وتسلل إلى العراق حيث شارك في نشاط «القاعدة» هناك. وأضافت أن السلطات السعودية تسعى للحصول على أدلة تؤكد مقتله. وكانت مواجهات ضارية اندلعت الإثنين بين قوات من الجيش اليمني ومسلحي «القاعدة» في محيط زنجبار واستمرت طوال الليل وصباح امس، وشارك فيها الطيران الحربي اليمني الذي قصف مواقع المسلحين. وقالت المصادر إن وحدات الجيش ومعها العشرات من رجال القبائل هاجمت تجمعات المسلحين المتشددين فقتلت عشرة منهم على الأقل وجرحت عدداً آخر، في حين قتل جنديان وجرح آخرون من عناصر الجيش والقبائل ونقلوا إلى مستشفيات ميدانية. وأضافت ان غارات شنها الطيران فجر أمس أسفرت عن مقتل سبعة مسلحين آخرين على الأقل، وإصابة عديدين آخرين، إضافة الى تدمير تحصينات ومخازن ذخيرة في منطقتي دوفس والتباب القريبتين من الطريق الرئيسي بين زنجبار ولودر. وأشارت المصادر نفسها إلى أن رجال القبائل في مديرية لودر أجبروا مسلحي «القاعدة» على الانسحاب من عاصمتها التي تحمل الاسم نفسه إلى مناطق غير معروفة، بعد جولات من القتال العنيف انتهت بمنح القبائل مهلة للمسلحين لمغادرة المدينة خلال يومين. وأوضحت أن رجال القبائل دخلوا لودر امس وقاموا بتمشيط المباني الحكومية التي كان مسلحو «القاعدة» يتمركزون فيها. وفي الإطار نفسه، أكد زعيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في اليمن ناصر الوحيشي، في رسالة صوتية بُثت امس، مبايعة الزعيم الجديد لتنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري، وقال ان مناصريه موجودون في الساحات الى جانب الشباب المحتجين المطالبين بتغيير نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وقال الوحيشي في الرسالة التي بثتها مواقع «جهادية» على الإنترنت: «الى اميري الحبيب وشيخي المفضال ايمن الظواهري، من الجندي ناصر الوحيشي، أبايعك ومَن معي مِن جنودك الاوفياء على السمع والطاعة». وشن هجوما لاذعاً على الاحزاب السياسية اليمنية، الموالِية والمعارِضة، وقال: «نُعْلِمكم ان اهلنا في ارض اليمن تجاوزوا الاحزاب التي تريد ان تختزل نصر الأمة لصالحها، وتسعى في رضى اميركا والغرب الصليبي»، معتبراً ان الاحزاب «قلة لا تمثل الشعب» ولديها «التبعية نفسها للصليبيين». وتابع: «نحن المجاهدين أبناءُ الأمة، ومنها وإليها، نشاركها أفراحها وأتراحها، ونحن معها في ساحات التغيير وميادين الحرية لتحكم بالشريعة وتبسط الشورى ويعود الأمن ويسود العدل». وسبق لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» أن أعلن دعمه للظواهري في وقت سابق هذا الشهر.