أكد مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء في المملكة الدكتور فيصل شاهين أن زراعة الأعضاء داخل المملكة توفر ملايين الريالات لوزارة الصحة، وأن قيمة العملية هنا لا تتجاوز ربع تكلفتها في الخارجمبيناً أن الوعي بالتبرع بالأعضاء في تزايد إذ لا تزال تتصدر منطقتا الرياض والقصيم بقية المناطق ثم تأتي المنطقة الشرقية وبعدها جدة. وكشف الشاهين ل «الحياة» أن آخر الإحصاءات الصادرة من المركز تشير إلى أن «منطقتي الرياض والقصيم تمثلان 60 إلى 70 في المئة، من إجمالي مناطق المملكة من حيث التبرع بالأعضاء، وكانت المنطقة الشرقية من أقل النسب في التبرع، إلا أنه في العامين الأخيرين، ارتفع بشكل ملحوظ في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وأصبحت النسبة عالية، إلا أنها لا تتفوق على المستشفى التخصصي في الرياض». وأشار أن المملكة أدخلت آخر المستجدات في زراعة الأعضاء، موضحاً «تم استحداث طرق متعددة وهي التطورات التقنية المستخدمة عالمياً، خصوصاً أن تطور زراعة الأعضاء يتم من خلال الفنيين الذين يجرون الزراعة، ويحاولون تفادي وقوع الأخطاء الطبية، من خلال طرق زراعة حديثة، واستخدام تقنيات متطورة ، وكذلك من خلال أدوية المناعة التي تستخدم من حيث عدد الجرعات للمرضى، إضافة إلى تطور علم حفظ الأعضاء، وهي التي تحدد نسبة نجاحات زراعة الأعضاء، لأن طرق حفظها لها تأثيرات على مدى استمراريتها في جسم الإنسان بعد الزراعة، لذا يتم استخدام محاليل لحفظها لوقت أطول بدون تأثيرات جانبية في وقت لاحق. وأبان أن «مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، استحدثوا برنامجاً خاصاً في حفظ الأعضاء (تحديداً حفظ الكلى)، بحافظات خاصة وبداخل ماكينات معينة لفترة زمنية أقل، ولوحظ أن هذه أفضل الطرق من حيث حفظ الكلى لفترات مناسبة، وبطرق علمية سليمة». وعن تكلفة التبرع بالأعضاء، أكد أن «المقارنة بين زراعة الأعضاء إذا تمت داخل مستشفيات المملكة مقارنة مع زراعتها خارج المملكة ، ستوفر 70 في المئة من تكلفة العلاج، لأن تكلفة المريض في الخارج مرتفعة، وتكلفة عملية مريض الكبد داخل المملكة تصل إلى 288 ألف ريال، وفي حال تمت خارج المملكة تصل من مليون إلى مليون ونصف المليون ريال، فوجود الزراعة داخل المملكة يوفر على وزارة الصحة ملايين الريالات». وأكد شاهين أن «التبرع بالأعضاء خصوصاً للمتوفين دماغياً بدأت تنشط بشكل أفضل من السابق، وهذا الأمر يساعد على تحقيق جملة من الانجازات الطبية، لإنقاذ حياة المرضى». وأضاف أن المنطقة الشرقية كانت من أقل المناطق تبرعاً، إلا أنه يلاحظ الآن، أنها أصبحت من أكثر المناطق في المملكة نشاطاً ، فيما يتعلق بزراعة الأعضاء، بالنسبة للمتوفين دماغيا أو المتبرعين، حيث بدأ مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام في الفترة الأخيرة زراعة البنكرياس للمرة الأولى على مستوى المملكة، علماً أن المستشفى التخصصي في الرياض عمل على زراعة البنكرياس، إلا أن التخصصي في الدمام هو الذي استمر في زراعة البنكرياس فقط».