مقديشو - أ ف ب، رويترز - أسفر اعتداء انتحاري أمس الخميس عن مقتل وزير الأمن الداخلي الصومالي عمر حاشي ادم في بلدوين (شمال مقديشو). وقال زعماء قبليون في المدينة أن الاعتداء أوقع أيضاً ما لا يقل عن عشرين قتيلاً آخرين وأدى إلى إصابة أكثر من ثلاثين. ووصف الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد حركة «الشباب» التي تبنت الهجوم، بأنها ليست أكثر من «مافيا»، وقال للصحافيين «أنا أرسل التعازي الى أسرة وزير الأمن عمر حاشي الذي قتل في انفجار في بلدوين». وأعلن أحد الزعماء التقليديين عبدي الشيخ قولد في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» من مقديشو أن «الحصيلة بلغت عشرين قتيلاً معظمهم من عناصر الأمن الذين كانوا يحرسون الوزير عندما حدث الاعتداء». وأوضح زعيم آخر يدعى عبدالله راج أن «إضافة الى العشرين قتيلاً أُصيب أيضاً ثلاثون شخصاً بجروح بينهم مدنيون نقلوا الى المستشفى». وأوردت وكالة «رويترز»، من جهتها، أن عدد القتلى في الهجوم بلغ 24 قتيلاً وعدد الجرحى 38. وأسفر الاعتداء الذي نفذه انتحاري فجّر عبوته في سيارته داخل فندق المدينة في بلدوين (300 كلم شمال مقديشو) أيضاً عن مقتل سفير الصومال في إثيوبيا. وكان في الفندق وفد الوزير المكون من مسؤولين حكوميين كبار. وكان الوزير الراحل لاعباً أساسياً في العمليات العسكرية التي تشنها الحكومة على المتمردين الاسلاميين الذين يسيطرون على معظم الجنوب الصومالي ويسعون الى اطاحة الحكومة وفرض تفسير متزمت للشريعة الإسلامية. وكان حاشي ادم يوجّه من بلدوين العمليات العسكرية ضد جماعة «الشباب» المتمردة التي تقول واشنطن انها على صلة بتنظيم «القاعدة». وانتقل ادم إلى بلدوين في بداية حزيران (يونيو) ومعه قوات مسلحة تسليحاً ثقيلاً في محاولة لاسترداد مزيد من الاراضي من متشددين اسلاميين خارج مقديشو. وكان مسؤول كبير في حركة «الشباب» توعّد عقب هجوم انتحاري مميت بسيارة ملغومة على مقر الشرطة في العاصمة في 25 أيار (مايو)، بشن المزيد من الهجمات الانتحارية في الأيام التالية. ويأتي اعتداء بلدوين غداة يوم شهد مقتل 26 شخصاً بينهم قائد شرطة منطقة مقديشو في مواجهات في العاصمة الصومالية. وفي السابع من ايار (مايو) شن متمردون هجوماً غير مسبوق قاده تنظيم «شباب المجاهدين» وميليشيا «الحزب الاسلامي»، في مقديشو. وردت القوات الحكومية في 22 ايار (مايو) بشن هجوم مضاد. ومنذ بداية ايار (مايو) أوقعت هذه المعارك ما لا يقل عن 250 قتيلاً بين مدنيين ومقاتلين. وبحسب الأممالمتحدة فقد نزح اكثر من 122 الف شخص خلال موجة العنف الاخيرة في الصومال الذي يشهد حرباً أهلية منذ 1991. وأعلنت جماعة «الشباب» مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري. وقال شيخ علي محمد لوسائل اعلام محلية: «أحد مجاهدينا نفّذ اليوم هذا الهجوم المبارك وقتل المدعو وزير الأمن ورجاله».