هل أتاكم حديث أم فهد السعيد؟ حسناً هي سيدة خاطبت وزير الداخلية برسالة تتحدث عن ابن افتراضي لها تم اعتقاله واختفى، لكنها في واقع الأمر كانت تطالب بإطلاق سراح عقول حبيسة برؤوس سذج سرعان ما تتساقط أقنعتهم لتجد في قسمات ملامحهم الزيف والخداع والنفاق. الداخلية عرّت تلك العقول التي تهافتت للتباكي على الحريات ببضعة اسطر أكدت فيها انه لا يوجد بين المعتقلين اسم فهد السعيد، وهي بذلك ردت على فريق «اكذبها وتوكل» لتوضح لهم حجم تفاهتهم والى أي درجة هم كالقطعان مهيئون للانقياد الأعمى. لعل السذاجة والانقياد خلف العاطفة أصبحت لدينا ثقافة وهي بحق من اكبر المخاطر التي تواجهنا في هذه الفترة، وهناك أطراف تمكنت من استغلال هذه الثقافة التي تبدو في أوجها لتمرير رغبات للأسف هي في مجملها مشبوهة، فهذه الثقافة التي يتبناها البعض تهدف إلى زعزعة ثقة المواطن بنظامه الأمني، وهنا حجر الزاوية، فالتطرف الذي يتمكن من مواجهة النظام الأمني بشتى الطرق، اتجه الآن إلى وسيلة أرخص وهي التشكيك في نزاهته، ولم يكن لهذا الفكر أن يتغلغل لولا وجود سذج جاهزين للنواح والبكاء، علما بأنه لا ناقة لهم فيها ولا جمل، باستثناء أنهم لا يملكون عقلاً يميزون به، ولا مواطنة يحرصون عليها، فتجدهم يتسابقون إلى تأييد أي فكر يشكك في إحدى مؤسسات الدولة، ويتسابقون على قذفها والسعي لتشويه سمعتها، فالإعلام أيضاً يقع تحت مرمى سهام هذه الفئة بهدف التشكيك في مصداقيته من خلال كيل الاتهامات والسب والشتم بأسلوب رخيص، ولعل ما يجعل الإعلام في مرمى هذه السهام انه كشف زيف وادعاءات كثير منهم، وآخر ما شهدناه ما حدث في المحكمة الجزئية يوم الأربعاء عندما طالب احد المتهمين بطرد مراسلي «الحياة» و«العربية» من قاعة المحاكمة، وما تبعه من تطبيل وتزمير إثر ذلك. وأنا طبعاً لا أستغرب تلك الاحتفالية، وأتذكر كيف كانت الهجمة على الإعلام بعد اعتقال ذلك المتهم «سعود الهاشمي» الذي أسبغ عليه البعض صبغة الصحابة وأهل البيت، قبل أن ينكفئوا الآن لإيجاد تبريرات واهية بعدما اتضح مدى تورط ذلك «الجليل»، فيما تتجه المساعي لجعله حصان طروادة لعقد تحالف صحوي شيعي لأول مرة في التاريخ. وهنا كنت أتمنى ممن يفاخرون في الدعوى والاحتساب أن يقوموا بدورهم في توعية المجتمع لا في تضليله، وكان من باب أولى على سبيل المثال أن يقوم محمد العريفي - الذي زار دولةً افريقية أخيراً ويفاخر بذلك - بتنوير أتباعه وتوعيتهم إلى ضرورة احترام مؤسسات الدولة والتعاطي معها من باب المواطنة، لا أن يعلمهم الردح والشتائم والبغضاء وأساليب الحديث الرخيص الذي يحط من قدرهم، ويجعل منهم أضحوكة. وأيضاً كنا نأمل من يوسف الأحمد الكفّ عن التطاول على مؤسسات الدولة ورموزها، وان يتفرغ لدعوة الناس بالتي هي أحسن لا أن يبث إشاعات البغضاء بينهم، ويخلق الفتن ومن ثم يدعي البراءة. وبالمثل كنا نأمل من بعض من يعتبرون أنفسهم محتسبين أن يضعوا أهواءهم الشخصية جانباً ويعملوا لكسب المزيد من المؤيدين من خلال طرح آراء تهدف إلى رفعة الدين والوطن، لا من خلال آراء مشبوهة تتعارض مع المبادئ ليتقمص أدوار البطولة والتضحيات وليصفق له مجموعة من السذج والموتورين والحاقدين والناقمين. ختاما: أم فهد السعيد، أيتها الستينية الرائعة، دعيني أسجل إعجابي بك وبابنك السعيد وهو يرى حوله هذا الكم الهائل من السذج الذين تمكنت من قيادتهم، وأنت في أرذل العمر. سيدتي الذهبية، دعيني أقول لك: إن العين لتدمع والقلب ليخشع فرحاً وهو يتأمل رسالتك تلك، وكيف كشفت عن وجود هذا الكم الكبير من فارغي العقل الذين سارعوا إلى التباكي وتأسيس مواقع للدفاع عن ابنك فهد. كلنا فهد السعيد وقلوبنا معه وإذا تم الإفراج عنه «غداكم عندي»! [email protected]