يحيى الفخراني فنان مصري ارتبط اسمه بالماراثون الرمضاني فترة طويلة لدى جمهوره في مصر والعالم العربي. وعلى رغم أن الفخراني يتزعم الصدارة في استفتاءات الأعمال الدرامية الرمضانية، غير أنه يعلن للمرة الأولى منذ سنوات انسحابه من السباق الرمضاني على الشاشات، والاكتفاء بمسلسلين بأداء صوتي: الأول تلفزيوني بعنوان «قصص الحيوان في القرآن الكريم»، والآخر إذاعي بعنوان «لازم بابا يحب». عن هذه الخطوة وهل المسألة ترتبط بأحداث الثورة المصرية التي أَثّرت سلباً على الدراما والسينما في مصر بحسب المتابعين للمشهد الفني، يقول الفخراني ل «الحياة»: «الثورات العربية، لا المصرية وحدها، ساهمت في تأجيلي العمل التلفزيوني الذي نويت تقديمه في رمضان، لكنني لست حزيناً على ذلك إطلاقاً، وأعتقد أن هذا الأمر أتاح لي حضوراً رمضانياً من نوع مختلف مقرب الى قلبي: الأول «قصص الحيوان في القرآن»، وهو مسلسل كرتون مأخوذ من رواية الكاتب أحمد بهجت الذي أسأل الله أن يشفيه، ومن إخراج مصطفى الفرماوي، بمشاركة كوكبة من النجوم. والآخر إذاعي بعنوان «لازم بابا يحب» من إخراج صفي الدين حسن». وفي ما يتعلق بدوره في مسلسل «قصص الحيوان»، يقول: «أجسد شخصية راو حكيم ومسّن يصاحب الطيور والحيوانات، ويفهم لغتهم بعد فترة طويلة يحياها بينهم، وأحاول ربط الأحداث الدرامية ببعضها في كل حلقة بأسلوب شيق وجذاب، ويقدم معلومة ودرساً عملياً للأطفال». ويتحدث الفخراني في شأن موافقته على خوض بطولة المسلسل على رغم كونه عملاً كرتونياً: «كنت قرأت هذا العمل أدبياً، وأعجبت به وبكاتبه منذ تلك اللحظة. واعترف أنني طوال عمري المهني لم أتردد إلا أمام هذا العمل؛ لأنه يخاطب الطفل. فبالنسبة الى الفنان لا بد أن يتعامل برعب مع العمل الخاص بالطفل، لكنّ أكثر ما شدّني إليه أنه عمل جديد بالنسبة لي، فضلاً عن طريقة كتابة السيناريو بطريقة أعجبتني كثيراً». ويرى الفخراني أن توقيت عرض المسلسل جاء مناسباً للأحداث غير المستقرة التي تشهدها مصر بعد الثورة من انتشار الفوضى والانفلات الأمني والتوترات الطائفية، لافتاً إلى أن المسلسل زاخر بالمواقف والدروس التي مرّ بها الأنبياء والرسل وتدعو إلى مزيد من التسامح والوحدة. ويعلن الفخراني خوضه تجربة شبيهة بهذا العمل مع شركة «والت ديزني» قبل سنوات؛ حين وضع صوته (دبلجة) على مسلسل «قصة لعبة» Toy Story الذي جسد بطولته في النسخة الأصلية الفنان توم هانكس، مؤكداً أنه اشترط على ديزني أموراً متعلقة بمواقف ذات حساسية بين أميركا والعرب، مثل استبدال العلم الأميركي الذي يرفرف بجملة «السلام سيعم العالم» في النسخة الإنكليزية بالكرة الأرضية تدور في الهواء في النسخة المدبلجة. ويشير الفخراني إلى أنه فكر في إسناد المسلسل الجديد لشركة ديزني ذات الخبرة في مثل هذه الأعمال قبل أن يتراجع؛ لأن المسلسل سيتطلب حساً دينياً تعجز ديزني عن إدراكه والوصول إليه؛ ما سيؤثر في العمل ويفقده روحه. ويعزو الفخراني تأجيل مسلسل «محمد علي» إلى الثورات التي تشهدها الدول العربية التي كان وقع عليها الاختيار لتصوير المسلسل منها سورية وليبيا؛ إضافة إلى التكلفة الإنتاجية العالية التي لا تتوافر لدى القائمين على الإنتاج في الوقت الحاضر؛ نظراً للظروف الاقتصادية المتوترة في مصر، مشيراً إلى أن هناك انتعاشة فنية تعيشها مصر حالياً، وأن هذا سيساعد على التفكير في البدء في المسلسل الذي «ينتظر تصويره بلهفة»، على حد وصفه. هل يسعى الفخراني لمواكبة الثورة المصرية في عمل فني، يرد: «بالطبع لا. وأي عمل يتناول الثورة حالياً لن يعبر عنها، ولو عرض عليَّ أحدها فلن أقبله؛ لأن ذلك ركوب للموجة واستغلال للظروف. أرى أن نهدأ حتى تتضح الأمور أمام أعيننا في هذا الوقت الحرج في تاريخ مصر». ولكن، كيف يرى الفخراني مستقبل العمل الفني بعد الثورة، يجيب: «الثورة لم تكتمل بعد ولم تحقق أهدافها إلى الآن.. دعنا نترك الأمور تأخذ مجرياتها، وبالطبع عندما تنجح سيتغير العمل الفني في مصر إلى الأفضل». يذكر أن المسلسل يضم عدداً من نجوم الفن في مصر مثل حنان ترك وسوسن بدر وشريف منير ومحمد رجب وفتحي عبدالوهاب ومنى عبدالغني وصلاح عبدالله. وهو عن قصة الكاتب المصري أحمد بهجت، وسيناريو وحوار أحمد بهجت وإخراج مصطفى الفرماوي.