كسر المعدن الأصفر أول من أمس حاجز 1600 دولار، مؤكداً توقعات معظم المحللين الاقتصاديين الذين أشاروا إلى أن أنه سيواصل الارتفاع مدفوعاً بأزمة الديون في أوروبا وأميركا. لكنهم اعتبروا أن تمكّن واشنطن من تجاوز الأزمة الحالية، سيحد من ارتفاعه. وقال الخبير الاقتصادي السعودي إحسان بوحليقة ل «الحياة»: «ما حدث من تراجع في أسعار الذهب في الأيام الماضية لم يكن متوقعاً». وأضاف: «في الوقت الحالي ستتعزز أسباب التوجه إلى الذهب، نتيجة لاستمرار الأسباب الاقتصادية، وارتفاع أسعار السلع وزيادة مشكلات الديون في أوروبا وارتفاع سقف الاستدانة في الولاياتالمتحدة». وأضاف: «في حال تمكنت أميركا من حل مشكلاتها وتوصلت إلى حل مع الكونغرس، فإن ذلك يمكن أن يكسر فقط من حدة الارتفاع»، متوقعاً أن «تبقى أسعار الذهب متماسكة في منظور الأشهر المقبلة». وأشار رئيس لجنة الذهب في غرفة الشرقية محمد الحمد إلى أن «ارتفاع أسعار الذهب سببه مشكلة أميركا مع تسديد الديون الذي أدى إلى خفض تصنيفها الائتماني، وانعكاس ذلك ضعفاً في الثقة في الاقتصاد الأميركي»، لافتاً إلى «الدور الذي أدّته المشكلات الاقتصادية في منطقة اليورو، وكذلك عدم انتهاء اليابان من نتائج التسونامي وآثاره». وأشار إلى ما يتردد عن أن «الصين تعاني انكماشاً في تسارع نموها الاقتصادي قياساً بالأعوام الماضية». وخلص إلى القول: «كل هذه الأسباب تؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب»، متوقعاً أن «يؤهله استقراره فوق 1570 دولار للأونصة، لمواصلة الصعود». وهل يمكن ان تنخفض اسعار الذهب إذا تمكنت أميركا من حل مشكلاتها الاقتصادية؟ أجاب الحمد أن «مشكلات الدول لا تحل عادة بين ليلة وضحاها، ما يعني أن الخروج من هذه الأزمة سيستغرق وقتاً». وأضاف: «الذهب إلى الآن، يواجه مساراً تصاعدياً، كما أن له صولات وجولات من الصعود»، معبراً عن اعتقاده ب «أننا لا نزال بعيدين عن البالون، وانهيار أسعار الذهب». وأوضح أن «أي سلعة تتجاوز رقمها التاريخي تتجاوزه عادة بعدة أضعاف، في حين أن أسعار الذهب لم تتجاوز إلى حد الآن سوى ضعف واحد، ما يعني احتمال استمرار الصعود وإن حدثت تصحيحات إلا أن استمرار الصعود أمر متوقع». وأوضح نائب لجنة الذهب في الشرقية عبدالهادي المحمد علي، أن «من الممكن أن تؤثر الصعوبات التي تواجه كلاً من أوروبا وأميركا في تعاملات الذهب، وأنها ستؤدي إلى استمرار إرتفاع الأسعار»، مشيراً إلى أن «المؤشر الأميركي لا يزال منخفضاً، ما ينعكس على الذهب صعوداً». وتوقع في حال تمكنت أميركا من حل مشاكلها أن يؤدي ذلك «لانخفاض أسعار الذهب». وأرجع «شيخ جواهرجية» جدة جميل فارسي، السبب الرئيس في ارتفاع أسعار الذهب إلى «مزيج من زيادة الطلب نتيجة عدم اليقين، واضطراب الأوضاع المالية، بخاصة مع موجة التشاؤم والخوف من انهيار مستقبل الأسهم في أميركا، ما أدى إلى زيادة حادة على الطلب على الذهب باعتباره ملجأً آمناً». وتوقع «عدم انخفاض أسعار الذهب إلا بعد ظهور بوادر تحسن حقيقي في الأوضاع الاقتصادية العالمية، وهذا يستغرق زمناً لا يقل عن ثلاثة أعوام».