منذ زمن طويل لم يفرح محبو المنتخب السعودي بالفوز ببطولة تعيد شيئاً من الثقة المفقودة للكرة السعودية، التي تتراجع عاماً بعد الآخر في تخبط لا مبرر له على الإطلاق، ولا يرتقي الى القدرات المتوافرة سواء كانت مادية أو حتى معنوية، على رغم الاجتهادات المبذولة من اجل وضع اللبنات التي تطمئن المتابع للنهج المتخذ من اجل بناء منتخب سعودي قوي يمكن الرهان عليه كما كان في السابق، حتى البطولات الودية لا يستطيع المنتخب السعودي كسبها ومع منتخبات ليس لها ذلك الحضور الذي يمكن ان يباري القدرات السعودية، ففي البطولة التي أقيمت منذ أيام في الأردن تتكرر الأخطاء وتمارس فلسفات غريبة وبحجج واهية والأعذار جاهزة كما هي العادة، وبأن المشاركة هي من اجل الإعداد، لكن المعدين رسبوا بامتياز لا نظير له، فلو كانت البطولة الرباعية تضم البرازيل واسبانيا وايطاليا لكانت الخسارة مبررة وأي نتيجة مقبولة، فالمنتخبات المشاركة هي منتخبات تفيد، لكن الذي حدث ان المنتخب السعودي كان الهدف المقصود منها مشاركة بقية المنتخبات، بدليل ان مدرب الأردن طلب المنتخب السعودي لكي يلعب معه مباراة الافتتاح ثم يلعب مع أي منتخب آخر لا يهمه من هذه البطولة إلا ان يضمن مقابلة المنتخب السعودي، ومثل هذه البطولات كان يجب التفكير فيها ملياً قبل قبول المشاركة، فالمفترض أن المنتخب السعودي يستفيد من البطولات التي تعرض عليه، وان يكون هناك برنامج واضح لا ان تتكرر المجاملات على حساب سمعة الكرة السعودية، منذ متى لم يفز المنتخب السعودي على منتخب الكويت، آخر فوز كان في بطولة الخليج 19 في مسقط، ورغم ذلك عاد منتخب الكويت وفاز أكثر من مرة على المنتخب السعودي، وكل تلك المدة يدخل المنتخب السعودي البطولات ويتنازل عنها لمصلحة الكويت حتى صدق البعض بأن المنتخب الكويتي هو عقدة الكرة السعودية. فالمنتخب الذي لا يتم الثبات فيه على تشكيلة معينة ومدرب محدد، مصيره الى الاهتزاز والتعثر، فكيف يتعاقد اتحاد الكرة مع مدرب جديد وتسند مباريات مهمة واستعدادات أكثر أهمية لمدرب آخر، بينما المدرب الجديد لن يحضر إلا بعد فوات الأوان، أي بعد مباراتي هونج كونج، وان حضر المدرب الهولندي فهو سيحضر للمتابعة فقط، والأكيد انه سيحدث تغييراً كلياً على تشكيلة المنتخب ولو من باب التغيير (حركات مدربين)، ومباراتا هونج كونج منعطف خطير، والتشكيلة الحالية مع احترامنا لمن اختارهم لا يمكن الاطمئنان الى مستوياتهم، وعندما يعود المدرب الأصلي ربما استغنى عن الغالبية المختارة، كما ان المدرب البديل هو مدرب لا يمكن الاعتماد عليه على الإطلاق، فقد كانت مباراة المنتخب السعودي امام الكويت تسير الى مصلحة "الأخضر"، لكن هذا المدرب الفلتة اخرج ثلاثة لاعبين هم سعود حمود والعابد والهوساوي وسلم المباراة على طبق من ذهب للكويتيين وهم غير مصدقين لما يجري من تخبطات. المنتخب السعودي بحاجة الى الكثير في الفترة الحالية وان توضع النقاط على الحروف، فقد كنا نلوم طيب الذكر بيسيرو عندما أشرك منتخباً في خليجي 20 ثم عاد ليشرك منتخباً آخر في نهائيات كأس آسيا في قطر، ويبدو والله اعلم ان بيسيرو لم يكن له ذنب في تلك النكسات. آخر مكاشفة - هناك ممن يعنيهم الأمر سيبررون خسارة «الأخضر» بأنه يشارك في بطولة ودية لم يكن الهدف منها الفوز بالبطولة، اذاً متى سيفوز «الأخضر» ببطولة..؟ [email protected]