أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال لقائه رئيس جمهورية بوروندي بيير نكورونزيزا أمس في بوجمبورا عن تطلع مصر للتعاون والتنسيق مع بورندي من أجل «تقريب وجهات النظر واستعادة التوافق بين دول حوض النيل بما يحقق مصالح جميع دول الحوض»، في وقت أكد الرئيس البورندي أن «نهر النيل يجمع شعوب وحكومات دول الحوض، وأن بوروندي دائماً تأخذ مواقف داعمة للتوافق بين تلك الدول». يأتي ذلك في وقت تتعثر المفاوضات الفنية حول «سد النهضة» الإثيوبي منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في ظل قلق من تأثيراته على حصة مصر من مياه النيل. وتنتظر مصر رداً من السودان وإثيوبيا على اقتراحها الأخير عقد جلسة مفاوضات في القاهرة بعد جلسة أجريت في الخرطوم 4 و5 الشهر الجاري بين وزراء الري والخارجية ورؤساء الاستخبارات في الدول الثلاث، لم تسفر عن نتائج. واختتم شكري أمس زيارة إلى بوروندي استمرت يومين التقى خلالها كبار المسؤولين، لدعم التعاون وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال الناطق باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، في بيان أمس، أن شكري نقل رسالة شفهية من الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى نظيره البوروندي، تتناول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين ومجمل ملفات التعاون الثنائي وعدداً من القضايا محل الاهتمام المشترك. وجدد شكري خلال اللقاء تأكيد التزام مصر بدعم العلاقات الثنائية مع بوروندي، مشيراً إلى حرص مصر دعمها في المحافل الدولية المختلفة خلال الفترة الأخيرة التي شهدت فيها بوروندي توترات سياسية. وأكد شكري مواصلة بلاده تقديم الدعم اللازم لبوروندي في جميع المجالات التنموية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، لا سيما في مجال دعم القدرات والمنح والدورات التدريبية التي تساهم في نقل الخبرات وبناء الكوادر. ونقل الناطق باسم الخارجية عن الرئيس البوروندي تقديره البالغ لزيارة شكري بلاده، وما تعكسه من التزام مصر بدعم بوروندي ورغبتها في تعزيز علاقات التعاون. وأعرب نكورونزيزا عن تطلعه لأن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من التعاون بين مصر وبوروندي، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب، والذي تواجهه بوروندي بقوة خلال مشاركتها في عمليات حفظ السلام في الصومال وأفريقيا الوسطى، فضلاً عن تطلعه لاستفادة بلاده من المنح التي تقدمها الجامعات المصرية، وكذا الخبرات المصرية في مجال الزراعة والري.