في موكب هو الأكبر لعودة النازحين السوريين من لبنان إلى مناطق آمنة داخل الأراضي السورية، أقلت 15 حافلة سورية 500 نازح من بلدة شبعا وبعض قرى العرقوب المجاورة في جنوبلبنان إلى بلدتيهما في بيت جن ومزرعتها في المقلب الشرقي من جبل الشيخ، المحاذية لهضبة الجولان المحتلة. وهم كانوا قد غادروها قسراً بسبب المعارك الضارية التي دارت في منطقتهم بين القوات النظامية السورية والفصائل المعارضة منذ سنوات عدة. وكان هؤلاء النازحون الذين قرروا العودة طوعا وهم من مختلف الأعمار، بعضهم مضى على وجوده 5 سنوات، وبعضهم الآخر 4 سنوات، بدأوا بالتجمع باكراً عند الطرف الجنوبي لبلدة شبعا، وسط إجراءات مشددة، وفي حضور سيارات للصليب الأحمر، بانتظار الباصات التي وصلت بعد الظهر وهي تحمل صوراً للرئيس السوري بشار الأسد في مقدمتها، إلى شبعا بمؤازرة الامن العام اللبناني، آتية من الداخل السوري عبر نقطة المصنع على الحدود اللبنانية- السورية مروراً براشيا الوادي- عين عطا. ولدى صول الباصات إلى شبعا، بدأ النازحون الذين راحوا يلتقطون صوراً تذكارية، الصعود إليها وفق لوائح معدة مسبقا، حيث تم التدقيق بالأسماء من الأمن العام، الذي نظّم ورتّب عملية العودة بالتنسيق مع الجهات السورية المختصة. وسلكت الحافلات في طريق العودة من شبعا وادي جنعم وراشيا الوادي وصولاً إلى المصنع الحدودي، عند السادسة مساء حيث عبرت القافلة من هناك في اتجاه بيت جن داخل الأراضي السورية. وأعلن الصليب الأحمر اللبناني في بيان، أنه «واكب عملية مغادرة 80 عائلة سورية بواسطة 14 حافلة، وبقيت حافلة واحدة فارغة، من ثانوية شبعا الرسمية إلى الحدود السورية عند المصنع. وشارك في العملية 5 سيارات إسعاف و32 مسعفاً وسيارتان إداريتان، إضافة إلى عيادة نقالة مع سائقها وطبيب وممرضة. وكان آخر إحصاء لعدد النازحين السوريين انخفض من أصل مليون و210 آلاف إلى 991 ألفاً من المسجلين، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. مفوضية شؤون اللاجئين وفي هذا الإطار أكدت المفوضية في بيان أنها «على علم بحركة العودة الوشيكة لحوالى 500 لاجئ سوري من شبعا جنوبلبنان إلى بيت جن في سورية. وقد ناقشت فرق المفوضية على الأرض مع اللاجئين والسلطات المعنية لتقييم نوايا اللاجئين والظروف التي ستتم فيها هذه العودة». وأوضحت أنها «لا تشارك في تنظيم هذه العودة أو غيرها من حركات العودة في هذه المرحلة، نظراً إلى الوضع الإنساني والأمني السائد في سورية. ومع ذلك، تحترم المفوضية القرارات الفردية للاجئين بالعودة إلى بلدهم الأصلي، عندما تتخذ من دون ضغوط لا مبرر لها، وبعد تقويمهم المعلومات المتاحة لهم بعناية».