لم تكد تلتئم جراح الشاب جراح وتهدأ أحزانه، جراء وفاة والدته التي أصيبت بمرض التهاب الكبد الفيروسي، حتى تكالبت عليه الهموم بسبب مطالبة المستشفى الخاصة التي نومت فيها والدته بسداد فواتير العلاج. وتطالب إدارة المستشفى بسداد مبلغ 76200 ريال، هي بقية قيمة الفحوص والعلاج الذي وصف لوالدة جراح أثناء تنويمها في المستشفى. ويقول جراح: «لم تكن والدتي رحمها الله ذات ال 57 عاماً تعاني من أي عارض صحي، وفجأة ظهرت عليها بعض الأعراض ونقلناها إلى مستشفى الملك فهد المركزي»، موضحاً أن الأطباء لم يستطيعوا تشخيص المرض بشكل صحيح في بداية الأمر. ويضيف: «أعطيت والدتي إبرة بنج، الأمر الذي نتج منه تعرضها إلى حالة إغماء، ما اضطرنا إلى نقلها إلى المستشفى السعودي الألماني في عسير، وبعد أسبوع من الفحوص والتحاليل شخّص الأطباء المرض بأنه التهاب الكبد الوبائي، وأعطيت إبرة أخرى فقدت معها الوعي مرة أخرى وتدهورت صحتها إلى أن توفيت رحمها الله». وبحسب التقارير فان والدة جراح كانت تعاني من التهاب مزمن نشط في الكبد (فيروس بي) وقصور في وظائف الكلى وارتشاح صديدي في الغشاء البلوري، وجرى تنويمها في قسم العناية المركزة في تاريخ 5/5/2011 وكانت تخضع لجراحات غسيل الكلى بشكل منتظم وتتنفس عبر جهاز التنفس الاصطناعي إلى أن توفيت في تاريخ 26/5/2011. ويتابع جراح: «فور وفاة والدتي طالبت المستشفى بدفع مبلغ (157,857 ريال)، استطعت بعد الاقتراض والاستدانة من سداد جزء كبير منه، إلى درجة وصل الأمر معها عجزي التام عن القيام بحاجات الأسرة»، لافتاً إلى أنه يعول أسرته، إضافة إلى والده وأشقائه السبعة (ثلاثة أولاد وأربع فتيات) براتب شهري لا يكاد يفي بالأمور الضرورية كالمأكل والمشرب، خصوصاً في ظل كثرة الديون التي تستقطع من راتبه الشهري المتواضع. ومع أنه لم يتبق من المبلغ الكلي سوى (76200 ريال)، إلا أن الإدارة القانونية في المستشفى تطالب جراح بسدادها، ويناشد الشاب المكبل بالديون والحزن على فراق والدته، فاعلي الخير والباحثين عن الأجر والمثوبة من الله، العمل على مساعدته بتأمين المبلغ المطلوب، خصوصاً أن تأخيره في السداد ربما يؤدي به إلى السجن.