كابول - رويترز - خرجت مجموعة صغيرة من النساء اللواتي ينتعلن أحذية عالية الكعب ويغطين رؤوسهن، إلى شوارع العاصمة الأفغانية كابول للاحتجاج على تحرش الرجال بهن في الأماكن العامة. ورفعت 20 امرأة لافتات كتب عليها: «هذا الشارع لي أيضاً» و «لن نتحمل الإهانات بعد الآن»، وسار معهن رجال متضامنون مع قضيتهن. ولا تزال أفغانستان دولة محافظة جداً، ذات قيود ثقافية واجتماعية على حريات النساء، على رغم ما تحقق من تحسينات هائلة على حقوقهن القانونية منذ الإطاحة بحركة طالبان عن سدّة الحكم قبل نحو عشر سنوات. وقالت منظمة المسيرة نور جاهان أكبر (19 سنة) مؤسسة جماعة «نساء شابات من أجل التغيير» الحقوقية: «الفكرة التي تتلطى خلف التحرش بالنساء في الشوارع هي أن على النساء ملازمة منازلهن». وأضافت: «نريد محاربة هذه العقلية لأننا نعتقد أن الشوارع مساحات عامة وملك لنا أيضاً، تماماً مثلما هي ملك للرجال في هذا البلد»، موضحة أنها عانت شخصياً من التحرش في شكل مستمر جعلها تكره السير في أي مكان. ولطالما انصبّ الاهتمام الدولي على الهجمات الأكثر تطرفاً على حريات النساء، بما فيها الهجمات بسوائل حمضية على الفتيات أثناء ذهابهن إلى المدرسة، وتسمم بعضهن من جراء غاز غامض أطلق في مدارس للفتيات بما فيها مدارس في كابول. وقالت أنيتا حيدري (19 سنة)، وهي تدرس السينما وساعدت في تنظيم الاحتجاج: «الملابس التي نريد ارتداءها والطريقة التي نسير بها هي قرارات خاصة بنا». وعدلت الشرطة حركة المرور فيما سار المحتجون والمحتجات كيلومترات عدة، أول من أمس، في الشوارع المملوءة بالأتربة في المدينة، وألقوا منشورات تدعم قضية تعرضهن للتحرش عبر نوافذ السيارات التي مروا بها على أمل إحداث تغيير.