انطلقت اليوم (الأربعاء) وعلى مدى يومين، فعاليات مهرجان جواثى الثقافي الخامس، الذي ينظمه نادي الأحساء الأدبي بعنوان: «التنشئة الأدبية.. الأبعاد الثقافية والوطنية»، برعاية وكيل المحافظة معاذ الجعفري. وأكد رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور ظافر الشهري، أن النادي قطع على نفسه عهداً ووعداً أن يكون نادياً اجتماعياً ثقافياً أدبياً، ينفتح على الثقافة، ويقف على مسافة واحدة من جميع الأطياف المتعددة في هذه المحافظة، التي عرفت بالثقافة والإبداع، وتجذر فيها الفكر والعلم منذ زمن بعيد، وقال: «إن الأحساء تميزت منذ القدم بالطبيعة والجمال وبالثقافة والأدب، وفي الأحساء يجد الإنسان اللُحمة الوطنية»، متمنياً أن يحقق المهرجان المأمول، وأضاف: «نحن نعمل للجميع، ونستهدف الجميع لنقدم الشيء المفيد». بدوره، أكد رئيس النادي الأدبي بمنطقة أبها الدكتور أحمد آل مريع، في كلمة الضيوف المشاركين خلال الحفلة، أنه في هذا المهرجان يتجدد الاحتفاء بالجمال والإبداع، ويأتي مكللاً بالمسؤولية في استشرافه موضوعاً مهماً، وهذا المهرجان يضطلع بمهمة العلاقة بين الإبداع وشروطه الجمالية والأدائية والهوية الثقافية والوطنية، ويتجاور الفن والكلمة والأداء والقراءة للإبداع، وتجسّد الأداء الفني والمسرحي من خلال بانوراما خصبة ثرية امتاز بها نادي الأحساء الأدبي، مشيراً إلى أن ضيوف المهرجان سعداء بمشاركتهم في هذه التظاهرة الثقافية الفائقة والمختلفة، وقال: «نشرُف أن نسهم في نشر بهجة نور ضمن شلال الأنوار التي تهبها الأحساء وإنسانها لكل عشاقها ومريديها، فخورين بنادي الأحساء الأدبي وبما يقدمه من نموذج رائع لتفاعل المثقف والأديب مع مجتمعه ووطنه وألفة بين الأديب ومحيطه وثقة بين رجال الأعمال وأرباب الفكر، ونحن فخورون بما حققه هذا النادي الفتي من منجزات يوماً بعد يوم». إلى ذلك، تضمنت الحفلة المعرض الممسرح، الذي حمل عنوان «المملكة العربية السعودية... حقائق وبراهين»، في بهو النادي، وجسدها 40 طالباً من طلاب قسم الاتصال والإعلام في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء، برئاسة رئيس القسم الدكتور سامي الجمعان، ويضم المعرض 11 ركناً (11 عملاً مسرحياً)، تفاوتت المدة الزمنية لتلك الأعمال من 3 إلى 5 دقائق، وتدور تلك الأركان في إبراز رسالة ودور المملكة الإيجابي الذي تقدمه للعالم، والرد على الحملات الإعلامية المسعورة المثارة ضد السعودية. فيما تهدف فعاليات المهرجان إلى توجيه وسائل التنشئة الأدبية لبناء الوحدة الوطنية وتأصيل مفهوم التنشئة الأدبية في التراث العربي، وتسليط الضوء على أهم أسس ومقومات التنشئة، وتقديم تصورات ونماذج معاصرة، كما ستطرح محاور خلال الفعاليات لدراسة التراث العربي المفهوم والبعد التاريخي والتنشئة الأدبية وأدب الطفل وتعزيز قيم الالتزام الفكري والأدبي والتربوي والوطني. وانطلقت الجلسة العلمية بعنوان: «التنشئة الأدبية في التراث العربي والبعد التاريخي قيم الالتزام الفكري والتربوي والوطني»، برئاسة الدكتورة كوثر القاضي، وبمشاركة الدكتور محمد البشير، الذي سيقدم بحثاً بعنوان: «صورة الكاتب في مواقع التواصل الاجتماعي»، إذ تحدث عن التنشئة الأدبية في ظل العالم الافتراضي والتطور التكنولوجي، كما تحدث الدكتور خالد الجريان عن «المقومات والإبداع الأدبي»، الذي اعتبره ركيزة مهمة في صناعة العمل الإبداعي. كما استعرضت الدكتورة أحلام الوصيفر قيم الالتزام وأثرها في التنشئة الأدبية، وقالت: «إن توجيه الناشئة التوجيه السليم من الأهداف السامية، وقوام كل منهج هو تقويم النفس الإنسانية، لاسيما أن الفكر إن خلا من الروح الأدبية لم يصل بالجمال إلى القلوب وأذهان المتلقين»، بينما قال الدكتور جمال القعبوبي خلال ورقته التي قدمها بعنوان: «التنشئة الأدبية في التراث العربي المفهوم والبعد التاريخي»: «إن التنشئة هنا يراد بها البدء بتربية أبناء المجتمع بجميع أطيافهم كباراً وصغاراً وأطفالاً وشباباً ورجالاً ونساء، ومحكومين إلى الأدب والبدء بتربية وتوجيه وتعليم النشء والصغار الفنون والأدب، لأن الأفراد الصغار حين ينشؤون على شيء يشبّون عليه، وينمو الجدان وينمو العقل وهو الأدب الهادف».