لم تكن مستغربة حملة التسويق التي شُنت بعد خطاب رئيس وزراء إسرائيل، الترحيب السريع من الاتحاد الأوروبي، المتوافق مع جولة سولانا وتصريحاته المكررة، هذا الرجل يستطيع أن يتحدث ولا يقول شيئاً، يحضر لامتصاص الصدمات وتهيئة الأجواء والمعلومات، انه لا يختلف كثيراً عن شمعون بيريز إلا في الجنسية، الخصائص متشابهة على رأسها القدرة على المراوغة بهدوء وحماية مصالح إسرائيل، كما لا تستغرب مسارعة الولاياتالمتحدة بترحيب مشابه زادته «كيلة» على الطريقة الأميركية، إذ قال المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض غيبس: «إن أوباما ملتزم بالدولتين... دولة إسرائيل اليهودية وفلسطين المستقلة... في الأرض التاريخية للشعبين»، مضيفاً: «إن هذا الحل يمكن أن يضمن وينبغي أن يضمن أمن إسرائيل وتنفيذ التطلعات الشرعية الفلسطينية بإقامة دولة قابلة للحياة... ويرحب بتبني رئيس الوزراء نتانياهو لهذا الهدف»، والنص كما أوردته الأخبار، ولاحقاً أشاد أوباما بالخطاب. الخطوة ذات المغزى التي طالب جورج ميتشل العرب بها ظهرت في تصريح «غيبس»، إنها يهودية الدولة الإسرائيلية، كانت تقال على استحياء ثم أصبحت خطوة مطلوبة. على العرب الآن أن يتقدموا خطوة ملموسة بالاعتراف بأن دولة إسرائيل خاصة باليهود، الغرب صاحب حقوق الإنسان والمساواة ونبذ العنصرية، من الاتحاد الأوروبي إلى أميركا، أغمض عينيه عندما شاء عن عنصرية هذه الدولة، بل سارع للإشادة بخطاب نتانياهو بما حمل من توجهات عنصرية، المبادئ التي تقول تلك الدول انها تقوم عليها وتدافع عنها تتبخر عندما يرتفع صوت من إسرائيل. وإذا ما تقدم العرب بالخطوة المطلوبة فهم سيكافأون بالعمل على إحياء المفاوضات.. التي ثبت أنها لأجل المفاوضات التي تجر إلى مفاوضات لا تنتهي. العرب في وضع حرج، على أراضيهم يقال لهم كلام طيب تحشد له الحشود، وحينما يأتي وقت المواقف والأفعال يتبخر الكلام. انه وقت الجد، لذا قام الداعمون بأخذ أفضل ما يرونه في خطاب نتانياهو لإبرازه، وتقدمت أميركا بيهودية الدولة. حراجة الوضع العربي تكمن في أن مبادرتهم العربية «أُخذ خيرها ومُصت عظامها»، لذا هم يطالبون الغرب بالمزيد من التنازلات والحلقة التي تبث حالياً للتنازل هي اعترافهم بيهودية إسرائيل. استطاع نتانياهو بخطاب مع دعم من ردود الفعل الغربية التسويغية تقودها عيون الرضا والدلال... حرق كل ما جاء في خطاب أوباما... «وكأنك يا بوحسين ما... خطبت!». www.asuwayed.com