وصفت عضو لجنة شابات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بجدة المشرف العام على جائزة بندر الجبرين للإنجاز أمل الجبرين المرأة السعودية بأنها «مقاومة»، معتبرة أن القضية الأساسية لها هي الأمان النفسي والعائلي والمجتمعي والمهني والبيئي. وقالت الجبرين في حوار مع «الحياة»: «قرار مشاركة المرأة في مجالات العمل اتخذه ولي الأمر، وهذه فرصة لا بد من استثمارها بالشكل السليم، لأن الفرص بين ثلاثة احتمالات إما أن تُدّخر، أو أن تُستثمر، أو أن تُهدر، وفي الحال الأخيرة لا تخسر المرأة فحسب بل يخسر محيطها». وأشارت إلى أن شابات الأعمال تواجههن إشكالات عدة من أبرزها المصاريف التشغيلية، موضحة أن تدبير التمويل يكون سهلاً في بعض القطاعات وربما يكون مستحيلاً لدى أخرى، إلا أن المصاريف التشغيلية تستهلك الوقت والجهد والطاقة. واقترحت إيجاد حاضنات الأعمال، وقالت: «إن حاضنات الأعمال سدت خللاً كبيراً للمبتدئين، إلا أني أرجح أنه حان الوقت لقيام مجمعات مكتبية على غرار المجمعات التسويقية، أو مجمعات المطاعم بخدمات رمزية كاستقبال وسكرتارية برموز شهرية». الحوار مع الجبرين لم يتوقف على المرأة وشابات الأعمال، بل شمل عدداً من المجالات الاقتصادية، وخططها المستقبلية، وأبرز أعمالها التي تتلخص في جائزة بندر الجبرين للإنجاز، التي تسعي من خلالها إلى دعم المواهب الشابة في مجال التصميم.. إلى الحوار: في البداية أود سؤالك عن جائزة إنجاز التي تم إطلاقها أخيراً بشعار «مصدر رزقك.. مصدر عزك»، ما أهدافها ومن الفئة المستهدفة؟ - الجائزة هي جائزة بندر الجبرين للإنجاز، وهي جائزة نقدية وتقديرية ومهنية موجهة لرواد ورائدات الأعمال «العصاميين والعصاميات» في مجالات الفنون والتصاميم والأزياء، وهدفها الاستراتيجي القضاء على البطالة، وبالتالي على الفقر من طريق دعم المشاريع الصغيرة، من خلال صيغة حديثة نطرحها، وهي تحويل الهوايات إلى مهن والمهن إلى صناعات. جائزة بندر بن عبدالمحسن الجبرين امتداد لميراث والدي الراحل - رحمه الله -، وهي تعد معياراً للتميز في كل ما نقوم به، وتعبر عن الفخر والأخلاق العالية في جميع جوانب العمل. ونحن فخورون أيضاً بالاهتمام المتزايد بهذه الجائزة كل في دوره، بما يضمن استمراريتها، والارتقاء بمعاييرها، وإعطاء فرصة المشاركة فيها لمختلف الأفراد. ومقولة والدي: «المنجز هو من يجعل مصدر رزقه مصدر عزه» عزيزة على قلوبنا، وسنسعى جاهدين لرؤيتها حقيقة ملموسة لدى الكثيرين. إنها الطريقة التي كان والدي يدير من خلالها عمله، كما أنها تبني التعامل على أساس تحقيق الذات وتحويل العمل إلى شغف. وستنطلق جائزة بندر الجبرين للإنجاز في معرض الخزامى للأزياء والفن والتصميم 2014، والمعرض يعطي فرصة ل100 شابة شغوفة بفن تصميم الأزياء والفنون لتقديم إبداعاتهن وابتكاراتهن خلال معرض متخصص في الفن والتصميم والأزياء، وهو الأول من نوعه بشعار «موهبتك... مهنتك»، ويقام المعرض خلال الفترة من 3 إلى 5 رمضان لعام 1435ه الموافق 30 حزيران (يونيو) إلى 2 تموز (يوليو) 2014. والمشاركة في المعرض مفتوحة لكل صاحبات الأعمال في قطاع الفنون والأزياء، وكذلك أمام المواهب الشابة الناشئة لعرض قدراتهن الإبداعية وأعمالهن الفنية، وذلك في قاعة الخزامى للمناسبات والمؤتمرات بالرياض، وبالمشاركة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. شركة «أجا» متخصصة في تقديم الإرشاد للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، سؤالي كيف ترين الصعوبات التي تواجه تلك المنشآت؟ - «أجا» هي الحروف الأولى من أمل الجبرين استراتيجيون، وهي مجموعة غير ربحية تقوم على عقد شراكات استراتيجية بين المؤسسات الفردية، مثل مؤسسة أمل الجبرين ومؤسسة عربيات ومؤسسة مها فقيه، وهكذا. ومن خلال الصعوبات التي واجهتنا خرجنا برؤية أن تعاوننا معاً ربما يجعلنا أقوى في السوق وأكثر شمولية من حيث الرؤى والخدمات، وهذا ما كان. ما الحلول المقترحة لحل المعوقات التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة؟ - الحل الاستراتيجي المطروح الآن هو الشراكات من طريق الاندماج أو الاتحاد، لأن عصر المؤسسات متناهية الصغر يواجه صعوبة حقيقية في دولة نامية ذات اقتصاد جبار ومؤثر عالمياً مثل المملكة. أمل الجبرين عضو لجنة شابات الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، كيف تقوم تجربتها في العمل باللجان الغرفة؟ - الغرفة التجارية الصناعية بجدة صقلت توجهاتي وتعلمت من تجربتي أن التكاتف والتعاضد سر النجاح والظهور، وأن النجاح عملية وليس صدفة. ما أبرز الإشكالات التي تواجه شابات الأعمال في السعودية؟ - المصاريف التشغيلية، إن كانت هناك صعوبة فلن تكون سوى ذلك، ربما يكون تدبير التمويل سهلاً في بعض القطاعات وربما يكون مستحيلاً لدى أخرى، إلا أن المصاريف التشغيلية تستهلك الوقت والجهد والطاقة، وأرى أن حاضنات الأعمال سدت خللاً كبيراً للمبتدئين، إلا أني أرجح أنه ربما حان الوقت لقيام مجمعات مكتبية على غرار المجمعات التسويقية أو مجمعات المطاعم بخدمات رمزية كاستقبال وسكرتارية برموز شهرية. في القريب سيتم إطلاق جائزة للمواهب، هل من الممكن تقديم فكرة عنها وما الفئة المستهدفة للجائزة؟ - الجائزة هي جائزة بندر الجبرين للإنجاز وقيمتها 150 ألف ريال مقسمة على مراكز ثلاثة، الأولى 75 ألف ريال والثانية 50 ألفاً والثالثة 25 ألفاً، إضافة إلى خدمات تخطيط استراتيجي ودروع تقديرية. أما عن الفئة المستهدفة فهي كل طالب رزق يطمح لتحويله إلى مصدر عز، بمعنى آخر لكل من تنطبق عليه شروط التكسب المشروع من خلال تحويل الهوايات إلى مهن والمهن إلى صناعات. ما الخطط المستقبلية؟ - أن أنشئ مركزاً يُعنى باحتضان الأعمال الصغيرة في مقابل خدمات رمزية على مستوى المدن الرئيسة في المملكة، وله علاقات تجارية بالعواصم الإقليمية بحيث يتم تسويق أعمال الشبان والشابات من المواطنين بشكل تلقائي، من طريق العلاقات الاستراتيجية مع أمثالهم في العواصم العربية والإسلامية. كيف ترين المرأة السعودية اليوم؟ كما كنت أراها دائماً، امرأة محترمة محافظة، فهي من ربّت العظماء من القادة اليوم، وهي من تتولى المناصب القيادية، وهي من ترعى النشء، وهي من تغرس القيم، وهي من تسعى عاملة للكسب المشروع إن احتاجت، المرأة السعودية امرأة مقاومة وقضيتها الأمان النفسي والعائلي والمجتمعي والمهني والبيئي. كيف يمكن تطوير مشاركة المرأة في مجالات العمل؟ وهل هي قادرة على أن تعمل في مجالات جديدة؟ - مشاركة المرأة قرار اتخذه ولي الأمر، وهذه فرصة لا بد من استثمارها بالشكل السليم، لأن الفرص بين ثلاثة احتمالات، إما أن تُدّخر، أو أن تُستثمر، أو أن تُهدر، وفي الحال الأخيرة لا تخسر المرأة فحسب بل يخسر محيطها. والمرأة قادرة على فتح مجالات جديدة شأنها شأن شقيقها الرّجل، فالتنمية تعترف بالجهد المبذول من القطاعات التي تضم الطرفين الذكر والأنثى، والنفس التي خلقها الله هي «نفسٌ واحدة».