أعلن رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض في تركيا كمال كيليجدارأوغلو عزم حزبه تعديل الدستور الذي فرضه منفّذو انقلاب عام 1980، إذا تسلّم السلطة، فيما اعتبر نعمان كورتلموش، نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، أن بلاده «بدأت تصحو من سبات عميق دام 150 سنة». وقبل شهرين من انتخابات الرئاسة في 10 آب (أغسطس) المقبل، خاطب كيليجدارأوغلو الحزب الحاكم قائلاً: «التحوّل الديموقراطي يبدأ بتغيير قوانين انقلاب 1980، لكن إذا كنتم تتستّرون وراء قوانين الانقلاب، لا تُرجى منكم ديموقراطية». وأضاف لدى لقائه أتراكاً مقيمين في مدينة فرنكفورت الألمانية: «الديموقراطية ليست بالتستر وراء قوانين وضعها انقلابيون، إذ تبدأ بإلغائها وتعزيز الحريات، وإذا لم تفعلوا ذلك فلن تصلوا إلى نتيجة». واعتبر أن وسائل الإعلام في تركيا تعاني «قمعاً» ولا تحظى بالحرية المطلوبة»، مضيفاً: «نؤكد أننا سنحقق حرية الإعلام حين نتولى السلطة، ولن ندعو مدير أي مؤسسة إعلامية للمشاركة في أي مناقصة، ولن يُسجن أي صحافي بسبب خبر قال فيه الحقيقة». وتطرّق كيليجدارأوغلو إلى كارثة منجم سوما، قائلاً: «فقدنا 301 من أبناء وطننا، لكن أؤكد لكم أنني لن أترك الأمر يمرّ مرور الكرام، وسأحاسب المسؤولين عن الواقعة». وتابع أن «الدول المتقدمة وصلت إلى تكنولوجيا متطورة في التنقيب لاستخراج الفحم والمعادن، لكننا في تركيا ما زلنا نعيش في القرن ال18». ونفى اتهامات وُجِّهت إلى حزبه باستغلال الكارثة لأغراض سياسية، مذكّراً برفض الحزب الحاكم في البرلمان قبل الحادث، اقتراحاً في شأن سلامة العمل في المناجم. وزاد: «نفكّر في تطبيق معايير منظمة العمل الدولي، في تركيا التي لا تليق بها ديموقراطية من الدرجة الثالثة. الشعب التركي تليق به ديموقراطية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان». في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن انتخاب الرئيس المقبل لتركيا من الشعب مباشرة، «سينعكس إيجاباً على كل المجالات، لا سيّما الاقتصاد»، مشدداً على أن البلاد «ستتابع إصلاحاتها ونموها وتعزيز قوتها، بصرف النظر عمّن سيكون رئيس الجمهورية ومن سيصبح رئيساً للوزراء». ونبّه إلى أن «ثمة مَن يقاوم التغيير، في وقت تتغيّر تركيا، وثمة مَن لا يفهم هذا التغيير، أو لا يريد إدراكه»، مستدركاً أن «أحداً لا يمكنه أن يحدّ خيارات الشعب». وأوردت صحيفة «يني شفق» المؤيدة للحزب الحاكم أن أردوغان «تعرّض السبت لمحاولة اغتيال في اسطنبول»، خلال مشاركة رئيس الوزراء في افتتاح مبنى. وأضافت أن «شرطيين يحرسون موكب رئيس الوزراء مشياً، أجهضوا محاولة الاغتيال باعتقالهم شخصاً يحمل سلاحاً، عُلِم أنه كان فارغاً من الرصاص»، مستدركة أن السلطات «عثرت على طلقة نارية قرب الموقع». إلى ذلك، رأى نعمان كورتلموش، نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية»، أن «الشعب والدولة في حال تلاحم، وتركيا دولة قوية بسبب تكاملها مع قيم شعبها، وباتت نبراساً يضيء طريق المظلومين في كل مكان في العالم». واعتبر أن «الحضارات تكون في أوجّها، حين يتصرّف الإنسان بما يتناسب مع سنّة الله في خلقه»، لافتاً إلى أن «تركيا بدأت تصحو من سبات عميق دام 150 سنة». في غضون ذلك، قُتل متظاهران كرديان بالرصاص، خلال صدامات عنيفة في جنوب شرقي تركيا، بين الجيش وأكراد يحتجون على تشييد مواقع عسكرية جديدة في المنطقة ذات الغالبية الكردية.