يتأثر الجلد بالحالة النفسية، بل انه أكثر الأعضاء تأثراً بالحالة النفسية لأنه يعكس ما بداخلنا من أحاسيس وانفعالات، فالبشرة تكون باهتة عندما تكون أحوال الشخص سيئة، في حين تبدو مشرقة عندما تكون الأحوال على ما يرام. وتوجد علاقة وطيدة بين الحالة النفسية وجمال البشرة الجلدية، فعندما تسوء الأولى تتضرر الثانية وتصاب بالشحوب وتظهر التجاعيد والهالات السود حول العينين. وتكون البشرة أكثر تعرضاً للأمراض عند الأشخاص السريعي الغضب والانفعال. وثبت علمياً أن حالات التوتر العصبي والقلق والاضطراب النفسي تزيد من تهيج بشرة الجلد فتظهر الحبوب بكثرة، خصوصاً عند الطلاب خلال فترة الامتحانات التي تشهد انفعالاً نفسياً شديداً. ويعتبر مرض الصدفية من أكثر الأمراض الجلدية تأثراً بالحالة النفسية، فهو مرض مزمن غير معد يتصف بظهور بقع حمر مختلفة الحجم والشكل تغطيها قشور بيض لامعة. ويزرع داء الصدفية مأساة نفسية لدى المصابين به، فالتشوهات الجسدية الظاهرة تخلق معاناة داخل الإنسان فيشعر بالحرج والضيق، وقد يتجنب بعضهم الاحتكاك بالمريض خوفاً من المرض مع أنه ليس معدياً، وهذا ما يدفع بالمصاب الى الانعزال عن المجتمع فيصبح فريسة للانطواء والاكتئاب. ويمكن الحالة النفسية أن تساهم في إيقاظ فيروس الهربس من غفوته في أحدى الضفائر العصبية لينشط من جديد محدثاً فورة من الحبيبات المائية الصغيرة في الشفة تترافق مع حكة وحرقة في منطقة الإصابة. وقد تؤدي الحالة النفسية الى اندلاع الشرى الذي يشاهد على سطح الجلد على هيئة اندفاعات جلدية مفاجئة لونها أحمر أو أبيض باهت، تكون ناتئة قليلاً عن سطح الجلد وتترافق مع حكة شديدة. وتزول الاندفاعات تلقائياً بعد دقائق أو ساعات لتشاهد في أماكن أخرى، وهكذا دواليك.