يحشد المنتخب السعودي أسلحته الفنية كافة مساء اليوم، عندما يستضيف كوريا الشمالية في الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، ولا مجال أمام الفريقين سوى البحث عن الفوز ولا شيء غيرهكون المنتخب الإيراني يلاقي الكوري الجنوبي في الجولة ذاتها، وعينه على نتيجة الرياض، ففوز إيران وتعثر السعودية وكوريا الشمالية بالتعادل، سيمنحان الإيرانيين أحقية التأهل إلى جوار كوريا الجنوبية، التي أكملت حسابات التأهل باكراً، كما أن الخاسر في مواجهة السعودية وكوريا، قد يفقد فرصة المشاركة في الملحق الآسيوي. "الأخضر" يدخل النزال ب11 نقطة، وطموحاته تعانق السماء، للوصول إلى المونديال للمرة الخامسة على التوالي، ولا مجال للتفكير في غير النقاط الثلاث كاملة، لحسم التأهل بعيداً عن الحسابات الأخرى، التي تصل إلى الإقصاء الكامل من المنافسات، وظروف المنتخب السعودي تعتبر جيدة من النواحي كافة، إذ يتحصن بالأرض والجمهور، كما أن الروح المعنوية للاعبيه عالية جداً. ويدرك المدرب البرتغالي خوزيه بيسيرو، أن المباراة حياة أو موت للمنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية، ما جعله يغلق التدريبات الأخيرة على غير المعتاد، بهدف إبعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية، ورسم التكتيك الفني بسرية تامة، والشارع الرياضي السعودي يثق كثيراً بقدرات المدرب بيسيرو، الذي حقق أفضل النتائج منذ توليه المهمة التدريبية، اذ أعاد «الاخضر» بقوة إلى دائرة المنافسة، بعد أن كان على مشارف الوداع الباكر، ويمتاز البرتغالي بيسيرو بالتعامل الواقعي والمنطقي مع قدرات اللاعبين، كما أنه لا يحبذ الاندفاع الهجومي المبالغ فيه، حرصاً على سلامة مرمى فريقه، ما أكسب «الأخضر» النتائج الإيجابية في الجولات الأخيرة، ويفتقد المنتخب السعودي أهم عناصر خط الوسط، اذ يغيب أحمد عطيف للإيقاف، وعبده عطيف للإصابة، ما يجبر المدرب على تغيير توليفة رباعي الوسط، وان كان الأرجح مشاركة خالد عزيز وعبدالرحمن القحطاني، إلى جانب المخضرمين محمد نور وحسين عبدالغني، وتظل المسؤولية الأكبر ملقاة على عاتق نور وعبدالغني، بحكم خبرتهما العريضة، خصوصاً الأول الذي لم يظهر كما يتمنى الجمهور السعودي في المباراة السابقة أمام كوريا الجنوبية، فيما يعتمد بيسيرو في خط المقدمة على الثنائي ياسر القحطاني وناصر الشمراني، مع الاحتفاظ بنايف هزازي كورقة رابحة في الشوط الثاني، كما أن مشاركة عبدالعزيز السعران واردة في حال تعثر الحلول الهجومية، وتأخر ملامسة شباك الضيوف حتى الدقائق الأخيرة. ومن المنتظر أن تكون مشاركة ظهيري الجنب عبدالله الزوري وعبدالله الشهيل في العمليات الهجومية أكثر ضراوة من المباراة السابقة، في ظل بحث المنتخب السعودي عن الانتصار، من دون النظر إلى اية نتائج أخرى، ولا شك في أن صلابة متوسطي الدفاع، ومن خلفهما الحارس الرائع وليد عبدالله، ستعطي الاطمئنان الكبير للجهاز الفني، بعدم التخوف من الهجمات المرتدة للفريق الكوري. المنتخب السعودي حقق فوزاً وتعادلاً، ومني بخسارة في اللقاءات التي أقيمت على أرضه وبين جماهيره، فيما حصد سبع نقاط خارج قواعده، اثر فوزين أمام الإماراتوإيران، وتعادل أمام كوريا الجنوبية، وخسارة وحيدة أمام كوريا الشمالية، ما يعني حسابياً أنه ظفر بالأفضل خارج قواعده. وفي المقابل، يدخل كوريا الشمالية بالرصيد ذاته من النقاط، ويسعى جاهداً إلى تكرار فوزه على المنتخب السعودي، والصعود للمرة الثانية للمونديال، والكوري الشمالي ليس بالفريق السهل، وهو يملك العديد من الحلول الفنية على أرض الميدان، كما أنه فريق متأرجح الأداء، وقد يظهر بصورة قوية، وتصعب مجاراته في أي مباراة، ويمتاز لاعبوه بالسرعة العالية، والجدية في التعامل مع الكرات في كل المناطق، وعلى رغم عدم وجود أسماء بارزة أو محترفة في أوروبا، إلا أن الفريق صعب المراس، وخالف كل التوقعات التي أبعدته من المنافسة قبل انطلاق التصفيات، إذ قدم أداء رائعاً وكرة حديثة، جعلته أحد أقوى المنافسين.