غالباً ما تنتهي الأفلام الروائية والوثائقية التي تتناول القضية الفلسطينية والنكبة بصورة لاجئ مسن يحلم بالعودة، ويحتفظ بمفتاح منزله المصادر، إلا أن فيلم الرسوم المتحركة «حلم الزيتون» ينتهي بعودة فعلية الى قرية عين كارم بعد رحلة بحث عن مفتاح ضائع. وكلف إنتاج الفيلم السعودي أكثر من مليوني دولار بحسب منتجه ومخرجه أسامة خليفة الذي وصف العمل بأنه «إيجابي» ويحكي قصة النكبة «بلغة مختلفة». ويؤكد المخرج السعودي الشاب أن الفيلم الذي أنتجته «أو كي تون» السعودية يتمتع بمواصفات تقنية عالية، وصنع بمعايير أفلام ديزني»، وقد وضع الموسيقى التصويرية المؤلف اللبناني إلياس الرحباني، فيما وضع الرسوم فنانون عرب وبعض الأتراك. يرى خليفة أن «معظم الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية كانت وثائقية، وغالباً ما تتناول الجانب السلبي، أما نحن فأردنا أن نحكي القصة بلغة مختلفة». والفيلم الذي نفذ الجزء الأكبر منه في السعودية فضلاً عن تنفيذ جزء مهم في تركيا، فيه جانب كوميدي ويستند الى الواقع بدرجة كبيرة، ويستند الفيلم الى مئات الصور التاريخية لقرية عين كارم ولمخيم جنين للاجئين فضلاً عن صور للقدس. ويقول خليفة: «إن ابن القدس أو جنين عندما سيشاهد الفيلم سيشعر بأنه في شوارع طفولته وذكرياته». ويروي الفيلم بشكل مشوق قصة فلسطين للأطفال عن طريق الرسوم المتحركة، من خلال عائلة فلسطينية نزحت من عين كارم إلى جنين عام 1948، مع إظهار المأساة الراهنة المستمرة للفلسطينيين. والبارز في «حلم الزيتون» هو انه «أول فيلم كرتون عربي بطلته امرأة فلسطينية اسمها مريم إذ يحكي الفيلم قصتها كطفلة فقدت بيتها وأرضها وأباها في نكبة عام 1948، ويتابع حياتها بعد أن تصبح جدة تبحث مع أحفادها عن المفتاح الذي ضيعته لبيتها في عين كارم، في انتظار العودة». بيد أن مريم، وبعد مغامرات مشوقة، تعثر على حفيدها وتعود إلى منزلها لتحقق حلمها وتغرس فيه شتلة زيتون، ويتجنب الفيلم الخوض في المشاكل الفلسطينية الداخلية. واستغرق تصميم شخصيات الفيلم البالغ عددها 85 شخصية أكثر من سنة، وتبلغ مدّته 90 دقيقة، وسيعرض للمرة الأولى في تركيا في الرابع من أيلول (سبتمبر) المقبل. وسيوزع الفيلم بالعربية والتركية ويتم العمل حالياً على نسخة باللغة الانكليزية، كما تتفاوض «أو كي تون» مع شركات توزيع عربية كبرى لتوزيعه في العالم العربي. وسبق لخليفة أن أخرج 14 فيلماً للأطفال انتج عدد كبير منها من خلال شركة «آلاء» للإنتاج الفني، وهو يشارك دورياً في مهرجانات الطفل المختلفة في العالم العربي وفي أوروبا.