نيقوسيا - ا ف ب - ندد صحافيون قبارصة أتراك، بمحاولة اغتيال زميل لهم يعارض الوجود التركي في الجزيرة. ونجا سينير ليفينت، رئيس تحرير صحيفة «افريكا»، والذي يعارض علناً الوجود التركي في الجزيرة، الأحد الماضي من محاولة اغتيال في الشطر التركي من مدينة نيقوسيا. وقال قائد الشرطة في الشطر التركي من نيقوسيا بروين غولير، إن مصطفى يلسين (26 سنة)، المسؤول المفترض عن الاعتداء والمتحدر من محافظة ارزوروم التركية، اعتُقل ومعه مسدس ورصاصات. وقال ليفينت، الذي نجا من محاولة اغتيال أخرى في شباط (فبراير): «أعتقد ان الاعتداءات لن تتوقف، وستتواصل». وكتب ليفينت في صحيفته، أن يلسين حضر الى الصحيفة قبل أسبوعين من الهجوم، مؤكداً إرساله ل «قتل الخائن». واعتبرت نقابة الصحافيين القبارصة الاتراك، ان «اعتداءً مسلحاً مزدوجاً ضد مبنى يقع على بعد أقل من ثلاثين متراً من البرلمان ومن السفارة التركية في نيقوسيا، أمر غير مقبول». على صعيد آخر، يسعى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى إعطاء زخم جديد لمفاوضات إعادة توحيد قبرص المتعثرة، خلال الاجتماع المقرر في جنيف اليوم مع قادة المجموعتين القبرصية التركية والقبرصية اليونانية. وأوضح مصدر مقرب من المناقشات في الأممالمتحدة: «تريد الأممالمتحدة تغيير الواقع عبر هذا الاجتماع، ودفع المسؤولين الى الالتزام ببذل أقصى جهودهم وتطبيق ما أعلنوه عن نية التوصل الى حل». واضاف المصدر: «سيتحدث الأمين العام بحزم عن بطء العملية في الأشهر الاخيرة، وسيدعو الى تكثيف النقاشات لتجاوز الخلافات». وقبرص مقسومة منذ تموز (يوليو) 1974 عند اجتياح تركيا شمال الجزيرة رداً على انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون بدعم من الحكم العسكري في اليونان آنذاك لضم الجزيرة الى اليونان. واستؤنفت في ايلول (سبتمبر) 2008 مفاوضات توحيد الجزيرة المقسومة منذ تموز (يوليو) 1974، برعاية الاممالمتحدة، لكنها لم تحقق أي تقدم في الملفات المحورية التالية: حقوق الملكية، فرز الاراضي وضمان الأمن. ودفع هذا الجمود بان كي مون الى جمع الرئيس القبرصي اليوناني ديمتريس خريستوفياس و «رئيس جمهورية شمال قبرص التركية» التي لا تعترف بها الا انقرة، درويش ايروغلو مرتين في نيويورك في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، وجنيف في كانون الثاني (يناير) الماضي. وسبق ان ارجئ اجتماع جنيف من مطلع نيسان (ابريل) الى حزيران (يونيو) قبل تحديد موعده غداً. وتريد الاممالمتحدة ان يشهد صوغ خريطة طريق دقيقة تفصل كيف ينوي الزعيمان حل الملفات الشائكة للتوصل الى اتفاق. لكن مصدراً ديبلوماسياً في الاتحاد الاوروبي افاد بأن المفاوضات تتدهور منذ اجتماع نيويورك الذي اثار بعض الآمال. وقال المسؤول «الاجواء ليست متفائلة. في افضل الاحوال ستكون لدينا خطة واضحة حول المراحل المقبلة، وفي اسوأ الاحوال يجب الاكتفاء بالالتزام بمواصلة النقاش من دون تحديد طريقة التوصل الى حل». لكن صبر الاممالمتحدة بدأ ينفد. وصرح خريستوفياس ان الخيار المثالي يكمن في التوصل الى حل قبل تولي قبرص الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في تموز 2012، فيما لمحت الاممالمتحدة الى انها لا تستطيع ترك المفاوضات تمتد الى هذا الموعد. ورأى هيو بوب، الخبير في مجموعة الازمات الدولية، ان صلب المشكلة يكمن في غياب قناة تواصل بين القبارصة اليونانيين وتركيا التي تلعب دوراً جوهرياً للتوصل الى اتفاق سلام. وقال: «ان القبارصة اليونانيين لم يعودوا يؤمنون بنية انقرة في التوصل الى حل، فيما لا ترى انقرة ان خريستوفياس يريد الاتفاق. وفقدت العملية اندفاعها وطاقتها»، لكن حل الازمة القبرصية اساسي في احتمال انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.