مع مرور السنوات وتقدم العمر، يبدأ جلد الوجه والرقبة بالترهل فتظهر التجاعيد حول العينين وتتحول خطوط العمر الدقيقة على الجبهة إلى ما يشبه التجاعيد العميقة، وترتخي خطوط الفكين وتتجمع خصوصاً تحت الذقن، وتبدأ آثار العمر بالظهور على الرقبة على شكل طيات. وتجتمع عوامل عدة مثل الوراثة، العادات الشخصية، والتعرض لأشعة الشمس والجاذبية الأرضية التي تشد الجلد إلى الأسفل في تسريع شيخوخة الوجه، وبما أن الوجه أبرز معالم الجسم فإن هناك اتجاهاً شديداً لطلب عمليات تجميل وتحسين الشكل لدى العديد من الناس. ولو تساءلتِ يوماً كيف لعملية شد الوجه أن تسهم في تجميل وجهك وإعطائك شكلاً ذا ثقة أكبر، فيجب عليك أن تعرفي كيفية عمل إجراء هذه العملية، وما يمكن توقعه منها، وسنقوم بشرح هذه العملية وتقديم المعلومات التي تحتاجينها في حال اخترت إجراءها. هل عملية شد الوجه تناسبك؟ كثيراً ما يطرح هذا التساؤل وتكون الإجابة عليه أن هذه العملية مثل أية عملية تجميل للوجه، تعتبر الصحة العامة الجيدة والتوقعات المعقولة، شروطاً أساسية ومسبقة لنجاح العملية، ومن المهم فهم حدود العملية إضافة إلى التمتع بحالة نفسية جيدة ومستقرة، فليس هناك من مثل أعلى يمكن التشبه به ولكن الهدف هو تحسين الشكل العام للوجه، وهناك أمور يجب مناقشتها قبل العملية مثل نوع الجلد،الخلفية العرقية، ليونة الجلد، القدرة الشخصية لالتئام الجروح، التركيبة الأساسية للعظام، إضافة إلى الأمور النفسية مثل التعرف على النتائج الواقعية والمعقولة. وهذه العملية قد تجرى لأشخاص في الثلاثينيات، كما أنها تجرى لأشخاص في الثمانينيات من أعمارهم، وهذه العملية لا يمكنها تجميد الشيخوخة ولا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بل ما يمكن لهذه العملية عمله هو إضفاء نظرة صحية على الوجه، وإظهاره بأفضل ما يمكن، وإعطائه شكلاً أكثر شباباً، إلى جانب هذا تبرز إحدى فوائد هذه العملية لدى العديد من المرضى على شكل ازدياد في الثقة بالنفس. وقبل الدخول في هذه العملية يجب عليك مناقشة الجرّاح ما إذا كانت إجراءات أخرى مصاحبة للعملية مثل الذقن أو الرقبة قد تساعد للحصول على نتيجة أفضل، وفي حال وجود العديد من عيوب الشكل فإن أكثر من جراحة قد تكون ضرورية. وفي تفاصيل الجراحة لعملية شد الوجه فإن الجراح يبدأ بعمل شق جراحي على حدود شعر الرأس عند الجانبين أمام الأذن وحولها، ثم يتم رفع الجلد وشده للخارج لكي يعيد الجراح شد وتثبيت العضلات والأنسجة تحته، وقد يزيل بعض الدهون والجلد الزائد، وبالنسبة للشق فإنه يعمل بشكل يكون التئامه داخل الثنايا والطيات الطبيعية في الوجه، لكي لا تظهر الندوب. بعد ذلك يغلق الشق الجراحي بخيوط رفيعة أو دبابيس معدنية، ما يسمح بعدم حلق الشعر في الشق نفسه، وقد تأخذ هذه العملية ما بين ساعتين إلى أربع ساعات ويفضل أكثر الجراحين عملها تحت التخدير العام للعمل بشكل مريح للمريض والجراح، وفي النهاية يضع الجراح ضماداً لحماية الجرح والحفاظ على نظافته، ويقوم الطبيب بعد العملية بإعطاء مسكنات للألم، مع أن أكثر المرضى لا يحتاجون ذلك، وقد يطلب منك الجراح وضع كمادات باردة لتخفيف الورم. وحول موعد إزالة الضمادات فيتم إزالتها بعد يومين أو ثلاثة، وينصح الأطباء بإبقاء الرأس مرتفعاً عند النوم والراحة قدر الإمكان، إضافة إلى ضرورة إعلام الطبيب بأي طارئ، وقد يوضع أنبوب رفيع لسحب السوائل من منطقة الجراحة خلال العملية، ويتم رفعه خلال يوم أو يومين في العادة، وتزال الخيوط أو الدبابيس خلال 5 إلى 10 أيام بعد العملية، ويجب تجنب النشاط الجسدي الشديد والتخطيط لعمل ترتيبات العناية داخل المنزل مسبقاً.