دعا ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على إيران «لتفادي مواجهة عسكرية في المنطقة»، مشيراً إلى إن العقوبات ستخلق مزيداً من الضغط على النظام الإيراني. وقال الأمير محمد بن سلمان في حديث إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، على هامش زيارته الولاياتالمتحدة: «يجب أن ننجح من أجل تفادي الصراع العسكري. إذا لم ننجح في ما نحاول أن نفعله، سندخل على الأرجح في حرب مع إيران خلال ال10 إلى 15 عاماً المقبلة». وعن الحرب في اليمن، قال ولي العهد السعودي إنه لولا التدخل في اليمن لأصبحت الأزمة أكبر، مضيفاً: «لو لم نتدخل في 2015، لكان اليمن مقسماً اليوم بين الحوثيين والقاعدة». ووصف إطلاق الصواريخ الحوثية بأنه «علامة ضعف»، قائلاً: «يريدون أن يفعلوا أقصى ما يستطيعون فعله قبل انهيارهم». واعتبر جماعة «الإخوان المسلمين» حاضنة للإرهابيين، قائلاً: «يجب أن نتخلص من التطرف، فمع عدم وجود التطرف لن يكون هناك أي إرهابي». وعن الإصلاحات الاجتماعية التي أقرت أخيراً في السعودية، ومنها السماح للسيدات بقيادة السيارة، وافتتاح دور سينما، قال إنه لا يمكن أن يعيش الناس في المملكة في مناخ «ليس تنافسياً». وزاد: «المناخ في السعودية دفع سعوديين إلى مغادرة المملكة، وهذا أحد الأسباب التي أطلقنا الإصلاحات الاجتماعية من أجلها». وكان الأمير محمد بن سلمان بحث في مقر إقامته في نيويورك ليل أول من أمس، مع مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الأوضاع في الشرق الأوسط، بما فيها تطورات الأزمة في اليمن، وانتهاكات الحوثيين المدعومين من إيران. وأكد للسفراء فرانسوا ديالتغ مندوب فرنسا، ونيكي هايلي مندوبة أميركا، وفاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا، وزاوشو ما مندوب الصين، وجوناثان آلين مندوبة بريطانيا، ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن المسؤولية في هذا الصدد، مع التشديد على أهمية احترام المعاهدات والمواثيق الدولية والقانون الدولي، مؤكداً التزام المملكة ميثاق الأممالمتحدة والتعاون الكبير بينهما. وشهد ليل أول من أمس، لقاء ولي العهد السعودي في مقر إقامته في نيويورك، الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، في حضور السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حيث جرى تبادل الأحاديث الودية، وفق وكالة الأنباء السعودية. والتقى الأمير محمد بن سلمان الخميس، الرئيس التنفيذي لبنك «مورغان ستانلي» جيمس غورمان، والرئيس التنفيذي لبنك «جي بي مورغان» جيمس ديمون، كلاً على حدة، وتم خلال اللقاءين تبادل الآراء حول الخدمات التي يقدمها البنكان في المملكة وفرص التعاون، والشراكات الاستراتيجية. وبحث ولي العهد مع رئيس النادي الاقتصادي في نيويورك تيري لاتين، وأعضاء من النادي في لقاء آخر، العلاقات الاقتصادية بين البلدين. يذكر أن الأمير محمد بن سلمان، أكد في حفلة الشراكة السعودية– الأميركية، أن المملكة تمتلك أكبر اقتصاد عربي، وواحدة من العشرين الكبار في اقتصادات العالم. وقال إن «السعودية دولة مهمة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي والعربي»، مضيفاً أن «الولاياتالمتحدة دولة مهمة جداً في العالم. هي أهم دولة على وجه الأرض». وزاد أن في المملكة مئات الآلاف من السعوديين الذين يحملون الجنسية الأميركية، كما أن في الولاياتالمتحدة مئات الآلاف من السعوديين الذين يتعلمون ويعملون. وشدد على أن العلاقة بين السعودية وأميركا عميقة ومتشعبة، وهي «سبب مهم جداً للنمو الاقتصادي وخلق الوظائف، وأيضاً سبب رئيسي للأمن في البلدين، وكذلك للنجاحات السياسية والأمنية والاقتصادية».