رسخ اليوم الأول من اقتراع المصريين في الداخل في انتخابات الرئاسة أمس، كسب الحُكم رهان المشاركة في مواجهة قوى دعت إلى مقاطعة الانتخابات، بعدما أظهر إقبال المصريين في الخارج على الاقتراع الأسبوع الماضي اتجاهاً شعبياً لتجاهل تلك الدعوات. ووفق الهيئة الوطنية العليا المُشرفة على الانتخابات، كان الإقبال على لجان الاقتراع أمس «كثيفاً»، كما أكدت منظمات أهلية محلية تُتابع الانتخابات أن المشاركة «شهدت إقبالاً عالياً»، خصوصاً مع انتهاء ساعات العمل الرسمية في المؤسسات الحكومية. وكانت جماعة «الإخوان المسلمين» المُصنفة إرهابية، كثفت دعايتها ضد الاقتراع، مطالبة بمقاطعته، ومستغلة غياب التنافسية فيه، باعتبار أن النتائج محسومة سلفاً لمصلحة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يخوض الانتخابات في مواجهة رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى. لكن مشهد اصطفاف المصريين في طوابير أمام مراكز الاقتراع أمس في أول أيام الانتخابات التي تُختتم غداً، وحتى في معاقل «الإخوان» التقليدية في محافظاتالفيوم وبني سويف وجنوب الجيزة والبحيرة (شمال مصر) ومناطق نفوذ السلفيين في الإسكندرية ومرسى مطروح، أكد أن نهج الجماعة ودعواتها لم تعد تلقى أي صدى في المجتمع المصري. وعلى رغم تهديدات تنظيم «داعش» باستهداف مقرات الاقتراع، شهد معقل التنظيم الرئيس في مصر -شمال سيناء- إقبالاً لافتاً من الناخبين. وانطلقت مسيرات في القاهرة شارك فيها شباب لحض المواطنين على المشاركة في الاقتراع، ولوحظ تصدر السيدات في شكل لافت المشهد الانتخابي في أول أيامه، وسط أجواء احتفالية. وشهدت لجان الوافدين في المدن الجديدة إقبالاً كثيفاً من العمال، ولم تُسجل طوال ساعات الاقتراع خروق واسعة من شأنها التأثير في نتائج الانتخابات أو سير الاقتراع. وتمثل أبرز الانتهاكات في تأخر فتح أبواب عدد من اللجان، في مناطق نائية. وقال رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل، في مؤتمر صحافي من غرفة عمليات مجلس الوزراء، إن الانتخابات «تسير بكل شفافية ونزاهة»، لافتاً إلى أن أجواء في شمال سيناء جيدة. وقال الناطق باسم الهيئة الوطنية العليا للانتخابات المستشار محمود الشريف في مؤتمر صحافي، إن الإقبال عموماً في اليوم الأول «كثيف»، لافتاً إلى أن المحافظات الأعلى تصويتاً هي: القاهرة، الإسكندرية، الجيزة، والقليوبية، وكانت الكثافة في شمال سيناء واضحة وذات مؤشر ودلالة. ويجري الاقتراع في نحو 11 ألف مركز انتخابي، تضم أكثر من 13700 لجنة فرعية تنضوي في 367 لجنة عامة. ويحق لأكثر من 59 مليوناً الإدلاء بأصواتهم. وجاءت الانتخابات وسط إجراءات أمنية مُشددة في محيط اللجان، حيث فُرض طوق أمني. وجال مديرو الأمن وقادة عسكريون على لجان الاقتراع الذي يُشرف عليه أكثر من 18 ألف قاضٍ.