طهران، بروكسيل، مونتيري (المكسيك) – أ ب، رويترز، أ ف ب - أبدت الولاياتالمتحدة استعدادها ل«تعاون بناء» مع إيران حول أفغانستان، يثمر تضافراً بين البلدين «مستقبلاً»، فيما اعتبرت طهران الرسالة التي بعث بها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى «الشعب والقيادة» في إيران «متناقضة»، مكررة دعوتها واشنطن الى «اثبات حسن نياتها» لتحسين العلاقات بين الدولتين. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر بارز في الإدارة الأميركية أن واشنطن «مستعدة لإقامة تعاون بناء ومثمر مع الإيرانيين في الملفات المتعلقة بالوضع في افغانستان». وأوضح إن «العمل المشترك في قضية أفغانستان يعتبر اتجاهاً مثمراً للتعاون مع إيران مستقبلاً» التي وصفها بأنها «لاعب مهم في مسائل مكافحة المخدرات والقضايا الأخرى في المنطقة». ولم تستبعد مصادر في موسكو أن يعقد ديبلوماسيون إيرانيون وأميركيون لقاء على هامش حضورهم مؤتمراً حول أفغانستان في موسكو، يُنظم برعاية «منظمة شنغهاي للتعاون». لكن الجانبين الأميركي والإيراني أعلنا أمس، ان لا نية لإجراء اتصالات مباشرة بينهما في موسكو. وقال ممثل إيران في المؤتمر محمد مهدي أخوندزاده نائب وزير الخارجية: «نحن هنا لمناقشة المشاكل المتعلقة بأفغانستان فقط». واضاف ان بلاده مستعدة للتعاون في مجال مكافحة الارهاب والمخدرات في افغانستان. وزاد: «نحتاج الى حل تؤدي فيه الدول الاقليمية الدور الرئيسي في معالجة مشاكل افغانستان». وستشارك ايران ايضاًَ في لاهاي في 31 الشهر الجاري، في مؤتمر دولي حول افغانستان اقترحت عقده الولاياتالمتحدة. في المكسيك، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون: «نفعل ما قال الرئيس اوباما اننا سنفعله. اننا نمد اليد الى القيادة الايرانية والى الشعب الايراني ايضاً وبالاهمية ذاتها». واضافت ان «ايران بلد مجاور لافغانستان. ولديها دور للاضطلاع به في المنطقة ونأمل في ان يكون بناءً». ونقلت «رويترز» عن ديبلوماسيين ومسؤولين اميركيين، ان اوباما يبحث في بعث رسالة شخصية الى المرشد علي خامنئي، لكن لم يُتخذ قرار حول ذلك او في شأن فحوى الرسالة. في بروكسيل، توقع حلف شمال الاطلسي اجراء مزيد من الاتصالات مع ايران حول التعاون في افغانستان، بعدما التقى مارتن اردمان مساعد الامين العام للحلف في التاسع من الشهر الجاري السفير الايراني لدى الاتحاد الاوروبي علي اصغر خاجي، في اتصال هو الاول بين الطرفين منذ سقوط الشاه عام 1979. وقال الناطق باسم «الاطلسي» جيمس اباثوراي ان «الايرانيين يعانون من المخدرات وتدفق اللاجئين من افغانستان، وكذلك نحن». واضاف: «ثمة بالتأكيد مصلحة مشتركة هنا. انها خطوة جيدة أخرى في جعل ايران تنخرط في جهود المجتمع الدولي (في أفغانستان)». وزاد: «انا واثق من حصول لقاءات متابعة أخرى». في المقابل، قال رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ان «التصريحات التي اطلقها الرئيس الاميركي في رسالته الى الشعب الايراني، كانت مليئة بالازدواجية والتناقض، اذ طرح في الوقت ذاته مسألة الحوار وكال الاتهامات الى ايران بدعم الارهاب». وأضاف ان «طرح مواضيع مثل الاسلحة النووية والصواريخ وغيرها من الامور، يجب أن يتم على مائدة المفاوضات وليس في هذا الشكل».