منذ زمن ليس بالبعيد كان لأصبعي الوسطى والسبابة مكانة مرموقة لاتخاذ القرارات من مقرها للعمليات الذي يطلق عليه اسم الفأرة (mouse) وهي كلمة معربة وليست مدبلجة، أما باقي أصابع اليد فنستخدمها لكتابة الخطابات وتعبئة الخانات، بالضغط على الأحرف والأرقام من لوحة المفاتيح الخاصة بالأجهزة، ومع حدوث ثورات التقنية ظهرت الأجهزة الكفية التي يمكن حملها بكف اليد وبها كل مواصفات الأجهزة السابقة للتصفح، وهذه الأجهزة تؤدي عملياتها باللمس بأصبع واحدة ولا تحتاج لمساعدة، فبلمسة تنهي عملياتك كافة. من المفترض أن تجاري كل الإدارات الحكومية التطور، ولكننا نجد أن الإدارات الحكومية لا تجاري التطور بل تماشيه، فمع دخول الحكومة الحيز الالكتروني (والذي سيلغي بإذن الله البيروقراطية التي تطلب منك على الأقل يوم إجازة من عملك، وملفاً مليئاً بالطلبات، وانتظاراً لفترة كفيلة برفع الضغط والسكر، وبعد التعب المعاملة تنتهي في يوم لاحق)، بدء استخدام الحواسيب، فقط يتطلب منك نصف يوم إجازة من عملك وملف الطلبات، ولكن الميزة أن معاملتك تنهيها في اليوم نفسه. من جهة أخرى نجد مؤسسة البريد السعودي في الفترة الأخيرة أطلقت مشاريع عدة، فمن خلال إنجاز العنونة البريدية للبيوت الضائعة، خرج مشروع التسوق من منزلك، وإيصال البضائع لعنوانك، سواء من الأسواق العالمية أو الداخلية، وبوسائل محمية ومضمونة، وبأسعار منافسة، وخرج أيضاً مشروع «واصل» لتوصيل البعثات البريدية للمنازل ومقرات العمل، وهذه تعتبر سقيا خفيفة لجذور الحكومة الالكترونية الفعلية، بلمسة من الجهاز الكفء يمكنك إنهاء معاملاتك وطلباتك من القطاعات الخدمية، وتصلك لعنوانك بالبريد، وبلمسة ترسل ملف الطلبات والوثائق، أم سنستمر مع أيام الإجازات ومعاناة المراجعة للمعاملات الحكومية؟! [email protected]