اعلن رئيس البيرو بيدرو بابلو كوتشينسكي أمس (الاربعاء) استقالته، في خطاب موجه الى الأمة، قبل يوم من مواجهته تصويتاً مقرراً في الكونغرس لعزله من منصبه. وواجه المصرفي السابق في وول ستريت، البالغ 79 عاماً، ضغوطاً كبيرة بسبب صلاته بشركة «اوديبرشت» البرازيلية العملاقة للانشاءات. وعلى رغم نفيه، تلقي رشى من هذه الشركة، اعتبر ان استقالته «افضل شيء من اجل البلاد». وكوتشينسكي، اول رئيس يخسر منصبه، بسبب فضيحة «اوديبرشت». وكانت الشركة البرازيلية أقرت بدفع ملايين الدولارات لسياسيين ورجال اعمال في بلدان اميركا اللاتينية، لتأمين عقود مشاريع حكومية. وذكرت انها دفعت خمسة ملايين دولار لشركات ترتبط بكوتشينسكي عندما كان وزيراً. وتأتي الاستقالة، قبل اسابيع على استضافة البيرو قمة الاميركيتين في ليما، إذ من المقرر ان يلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب زعماء غربيين في 13 و14 نيسان (ابريل) المقبل. وقال كوتشينسكي في خطاب متلفز، انه «في مواجهة هذا الوضع الصعب الذي يظهرني مذنباً بطريقة غير منصفة، اعتقد ان الشيء الافضل من اجل هذه البلاد هو استقالتي من رئاسة الجمهورية». واضاف «لا اريد ان اكون عقبة وسببا في استمرار معاناة البلاد من عدم اليقين كما في الفترات الاخيرة». ومن المرجح ان يخلف كوتشيتسكي نائبه مارتن فيتشكارا الذي يشغل حالياً منصب سفير بلاده في كندا، تجنّبًا لاجراء انتخابات مبكرة، في وقت يعبّر البيروفيون عن عدم رضاهم عن الاحزاب السياسية. وتضاعف الضغط على كوتشينسكي أمس من اجل الاستقالة، بعدما زعمت المعارضة ان الرئيس يحاول شراء اصوات النواب قبل التصويت على اقالته. ونشر نواب من حزب «القوة الشعبية» الذي تقوده كيكو فوجيموري تسجيلات لشقيقها كينجي وآخرين يفاوضون مسؤولين حكوميين على عقود مشاريع مع الحكومة، فيما يبدو انها محاولة واضحة لرشوتهم. وكتبت كيكو على «تويتر» مستخدمة الاحرف الاولى لاسم الرئيس: «على رغم ان هذه الحكومة بامكانها شراء الجميع، الا انه سيظل هناك بيروفيون يتحلون بشجاعة ويستحقون الاحترام وغير معروضين للبيع. انه الوقت لاخبار السيد بي بي كاي، بأن عليه الرحيل حالاً». لكن الحكومة نفت شراء اصوات.