طوابير طويلة تزاحمت لمشاهدة الفنان الكوميدي المصري سمير غانم، الذي يعتلي خشبة المسرح للمرة الأولى في أربيل، وذلك لعرض مسرحيته «تريلَملَم»، ولم يكن الازدحام على باب المسرح لرؤية غانم لحظةَ وصوله أقلَّ شأناً. الحضور الغفير في «مسرح بابليون» في بلدة عينكاوا - شرق إربيل، لم يتردد في شراء بطاقتين، الأولى للدخول ب 45 دولاراً، والثانية لالتقاط الصور مع الفنانين المشاركين في المسرحية ب 20 دولاراً. وهذا ما يدل على تعطش الجمهور للنشاطات الفنية، لا سيما تلك التي تأتيه من الخارج. وتدور أحداث المسرحية حول شخص محتال، يعمل في قناة تلفزيونية مع بناته الثلاث، ويجمع المال بطرق ملتوية حتى أصبح من الأثرياء، لكنه يتعرض لمشكلات عدة عبر مواقف كوميدية استقطبت انتباه الجمهور وأضحكته لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة. وستستكمل فرقة «بسمة» المصرية العروض في الإقليم، بالاشتراك مع غانم، لأسبوع واحد فقط، على رغم الإقبال الكبير. ويشارك في المسرحية، التي ينتجها محيي زايد ويخرجها هاني مطاوع، ندى بسيوني، وغسان مطر، ومحمد محمود، ونور السباعي، وأميمة طلعت زكريا، وفنانون عرب. الفنان سمير غانم فوجئ بالتفاعل الكبير للجمهور الكردستاني مع المسرحية، وقال ل «الحياة» بعد العرض الأول: «زيارتي للعراق وللإقليم جددت لدي الأمل في عودة العراق إلى سابق عهده». غانم، الذي وصف مسرحيته بأنها تبتعد عن الرؤية الروتينية، كان يتمنى أن يعرض المسرحية في بغداد، لولا الوضع الأمني الذي يحول دون ذلك. والحال أن الجمهور الكردستاني أنهكه الانتظار والازدحام الشديد، لا سيما في البحث عن مواقف للسيارات التي تكدست على رصيف المسرح، لعدم وجود مواقف كافية، لكنه نسي ذلك كله ما إن أصبح في الداخل واستسلم لضحك مديد. ويبقى أن ما لم يعرفه الجمهور ويراه، هو التباين في التعامل مع مختلف «كادرات» المسرحية، إذ أقام بعضهم في فندق خمس نجوم في وسط المدينة، فيما أقام عدد كبير منهم في فنادق متوسطة.