مطار الملك خالد الدولي في الرياض كان أحد أهم مطارات العالم. يوم افتتاحه كتبت عنه صحف عالمية باعتباره درة مطارات العالم. اليوم تغيرت حاله. وهو أصبح مثل عزيز قوم ذل. المطار يستقبل المسافرين في ثلاث صالات، الأولى والثانية ل «الخطوط السعودية» والثالثة خصِّصت لشركات الطيران الأجنبي، وتفوقت على جارتيها بالفوضى وانعدام التنظيم والنظافة. سألت أحد عمال النظافة عن مكتب «طيران الشرق الأوسط» فأشار الى الجهة، وصلت الى مكان استقبال المسافرين، وجدت حالاً من الفوضى في واحد من المكاتب الأمامية، كان يديره موظفون من الجنسية السودانية، فأدركت من أشكال المسافرين، أن هذه الخطوط تتبع البلد الذي قُسِّم. الى جانبه كان هناك موظفون سعوديون وطابور من اللبنانيين. هذه رحلة بيروت. حمدت للخطوط اللبنانية اعتمادها على موظفين من أبناء البلد، على رغم ان هذا النهج ليس من عادات الشركات اللبنانية في السعودية، وأهمها شركة «سعودي أوجيه» التي تحظى بعقود بالبلايين، ولا تعترف بوجود السعوديين في وظائفها. في الطائرة اختلفت صورة «طيران الشرق الأوسط» التي أعرفها. أعلن مساعد الطيار ان مدة الرحلة ساعة وعشر دقائق، فيما هي ضعف هذه المدة. قلت لنفسي: ربما التعليمات التي أمامه مكتوبة باللغة الإنكليزية وهو لا يجيدها، لكنه كرر المعلومة الخاطئة باللغة الأخرى، وأعلن لدى الهبوط في مطار بيروت ان درجة الحرارة فيها 14 درجة مئوية رغم انها كانت 26، فضلاً عن ان الخدمة وصلت الى الحضيض. في الماضي كان الطيران اللبناني في الأجواء لا يختلف عن الخطوط البريطانية، يعتمد على مضيفات يشبهن ربات البيوت الوقورات، لكنه اليوم يعتمد على المظهر ويهمل المخبَر (الأسلوب)... ناهيك عن انه يوزع على المسافرين صحفاً لبنانية متأخرة يوماً، ولا يعترف بصحف البلد الذي يقلع منه كما تفعل الخطوط البريطانية، ويقدم وجبة إفطار «تسد النفس». في مطار بيروت ترى «الشبيحة» الذين تسمع عنهم في الأخبار هذه الأيام. هؤلاء لا يحملون أسلحة، بل يمسكون بعربات نقل أمتعة الركاب، ويقودون سيارات الأجرة. تغيّر لبنان. صورة مطار بيروت اليوم تذكِّرك بمطار القاهرة، السائح صيد ثمين يجب استغلاله، وإذا كان مرتدياً جلباباً وعلى رأسه عقال فهو ضحية. يتجاهل القائمون على السياحة في لبنان ان السائح الآتي من الخليج سئم أساليب «الاستهبال» و «الفهلوة»، وهو ربما هجر البلد.