أبدى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مستهل الاجتماع الدوري لمجلس محافظي الوكالة الذي بدأ أعماله في فيينا أمس تفاؤله بالدعوة الجديدة التي اطلقتها الولاياتالمتحدة لفتح حوار مباشر وغير مشروط مع إيران. وحض البرادعي في كلمته الافتتاحية طهران على الموافقة على الانخراط في حوار مباشر ومن دون شروط مسبقة، وعلى أساس الاحترام الدائم والمتبادل، آملاً بأن تلقى الدعوة الاميركية رداً مشابهاً من إيران، «ما يمهد للشروع في الحوار في أقرب وقت». ولمح متجاهلاً التطورات السياسية الحالية في ايران إلى إمكان بدء الحوار على أساس «تجميد متبادل من الطرفين»، أي تجميد العقوبات المفروضة على إيران من قبل مجلس الأمن والدول الغربية والأوروبية، في مقابل تجميد إيران لكل نشاطات تخصيب اليورانيوم وعمليات إعادة المعالجة وتركيب أجهزة الطرد المركزي. ورأى البرادعي أن اعتماد طهران خطوات لبناء الثقة سيعزز الأمل بإيجاد تسوية شاملة لمسائل وقضايا كثيرة عالقة منذ عقود بين الجانبين، مستدركاً بالقول إن «عنصراً محورياً للتوصل إلى تسوية شاملة يتمثل في اقرار حق إيران في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، في مقابل تزويد المجتمع الدولي تطمينات ضرورية تؤكد الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني. واختتم البرادعي قضية الملف الإيراني بإعادة تلخيص أبرز النقاط التي وردت في تقريره الأخير الخاص بإلجمهورية الاسلامية والذي أكد استمرارها في تجاهل مطالب مجلس الأمن عبر مواصلة عمليات تخصيب اليورانيوم وتشغيل نحو 7000 جهاز للطرد المركزي في موقع ناتنز. ويتوقع أن يهيمن على اجتماع مجلس محافظي الوكالة الحالي الذي يستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري كلاً من الملف الإيراني والسوري كونه ينعقد على وقع التقريرين الاخيرين للبرادعي في شأن التطورات المرتبطة بالبرنامج النووي لهذين البلدين خلال فترة الشهرين الماضيين. وينتظر أن تنظر الدول ال 35 الأعضاء في المجلس في هذين التقريرين، مكتفية بإبداء مواقف حكوماتها من التطورات من دون محاولة انتزاع أي قرار داخل المجلس. ووصف ديبلوماسي الجلسة الافتتاحية بأنها «هادئة» متوقعاً أن يبقى هذا الاجتماع بعيداً من الشد والجذب في ما يتعلق بالتداول في وجهات النظر الخاصة بالملف الإيراني، إذ ستتريث الدول الأعضاء، بحسب رأيه، في انتظار المسار التفاوضي الذي سيجنح إليه الطرفان الأميركي والإيراني. وفي ما يتعلق بالشأن السوري، كرر البرادعي أسفه لقلة تعاون دمشق في تحقيق الوكالة في شأن مصدر جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في موقع الكبر السوري الذي دمره الطيران الاسرائيلي في أيلول (سبتمبر) 2007، مضيفاً أن التحقيق في «الإدعاءات والبيانات» الخاصة بتدمير الموقع ما زال جارياً. وأسف ايضاً لعدم كفاية المعلومات والتسهيلات التي قدمتها دمشق للتحقق من طبيعة الموقع المدمر. وسيبحث الاجتماع ايضاً مواضيع تقنية وفنية، في حين سيرجئ قضية الحسم في اختيار خلف للبرادعي من بين خمسة مرشحين تقدموا للمنصب إلى اجتماع خاص سيعقد مطلع الشهر المقبل.