تسير تطوّرات المعارك في عفرين شمال سورية والغوطة الشرقيةلدمشق على خطّين متوازيَين، ما يزيد من صدقية التقارير التي تحدثت قبل أيام عن اتفاق روسي – تركي يحدّد ملامح تقدّم كل طرف في منطقة نفوذه بالتوازي مع الطرف الثاني. وسجّلت الساعات الأخيرة موجة نزوح واسع من مدينة حمورية التي خرج منها 20 ألف مدني في ظل سيطرة قوات النظام على نحو 70 في المئة من الغوطة الشرقية، فيما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى فرار 30 ألف شخص من عفرين نتيجة القصف التركي، في وقت أكدت أنقرة أن المدينة «ستطهر قريباً جداً» من المقاتلين الأكراد. ويعقد رؤساء الدول الضامنة، وهي روسياوإيرانوتركيا، قمة في إسطنبول في 4 نيسان (أبريل) المقبل تخصص للأزمة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية التركية أمس، فيما يجتمع وزراء خارجية تركياوإيرانوروسيا اليوم في آستانة لإجراء محادثات تتناول التوصل إلى تسوية. وفي مقابل مساعي الحل السياسي، تواصل التصعيد الميداني، خصوصاً في الغوطة الشرقية وإدلب، في وقت باتت قوات النظام السوري تسيطر على أكثر من 70 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، وذلك غداة سيطرتها أمس على حمورية بعد انتزاعها من «فيلق الرحمن»، ثاني أبرز الفصائل في المنطقة. وخرج 20 ألف مدني أمس من حمورية والبلدات المجاورة إلى مناطق سيطرة قوات النظام في «نزوح جماعي» يُعد الأكبر منذ بدء التصعيد العسكري، بعد قصف عنيف تعرضت إليه أخيراً مناطق سيطرة «فيلق الرحمن»، التي تضم إلى حمورية كلاً من مدن كفربطنا وعربين وحزة وزملكا، في أعقاب فشل مفاوضات بين وجهاء عدد من البلدات وقوات النظام. في المقابل، تشهد مدينة دوما، التي دخلتها قافلة مساعدات أمس، توقفاً للقصف والغارات في شكل شبه كامل منذ مطلع الأسبوع، باستثناء قذائف متفرقة، وذلك نتيجة اتفاق غير معلن بين «جيش الإسلام» وروسيا، بحسب المرصد. ويتضمن الاتفاق «بقاء جيش الإسلام في المنطقة، على أن تدخلها شرطة عسكرية روسية مع رفع الأعلام السورية على المؤسسات الرسمية». أما في حرستا، فتستمر المفاوضات بين وجهاء محليين وقوات النظام. وفي شمال البلاد، فرّ أكثر من 30 ألف مدني خلال ساعات وفق «المرصد»، و10 آلاف مدني وفق وحدات حماية الشعب الكردية (قسد) أمس، وذلك نتيجة القصف التركي الذي يستهدف مدينة عفرين. وهربوا نحو مناطق سيطرة قوات النظام جنوب شرقها، وإلى حقول الزيتون في ضواحي المدينة تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، فيما يضطر المدنيون إلى دفع مبالغ طائلة لمهربين والسير لمسافة طويلة حتى يتمكنوا من الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء الواقعتين تحت سيطرة النظام. ويستهدف القصف منذ أول من أمس مدينة عفرين ومحيطها، ما أدى إلى مقتل 12 مدنياً وإصابة 44 آخرين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين قوله لقناة «تي آر تي» التركية، إن «الخناق يضيق على الإرهابيين. نتوقع قريباً جداً في الأيام المقبلة تطهير وسط عفرين كلياً من الإرهابيين» الأكراد. إلى ذلك، وبعد عودة القصف إلى درعا جنوب غربي سورية الذي شهد هدوءاً لأشهر إثر اتفاق روسي– أميركي– أردني، قال قائد في التحالف العسكري الإقليمي الذي يقاتل لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، إن المطالب الإسرائيلية بمنطقة عازلة تمتد من حدود الجولان المحتل إلى سورية، «غير مقبولة». وأضاف: «لن نقبل بذلك، ولم تقبل به الدولة السورية، وسنرفع نسبة قوة الردع بوجه الإسرائيلي بالجنوب السوري». وبالنسبة إلى إدلب، اعتبر أن الأمر فيها متروك لتركيا «وفقاً لاتفاقها مع إيرانوروسيا ومهمة إنهاء وجود تنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة وغيرها»، مشيراً إلى أن «المشكلة مع تركيا في عفرين، ولن نقبل بأن يتقدم الإرهابيون ويحتلونها».