بكلمات مطابقة لكلمات الرئيس باراك أوباما، وصف المبعوث الخاص للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو بأنه «خطوة مهمة إلى أمام»، واعداً الفلسطينيين «بتغيير الوضع الانساني المتدهور» في قطاع غزة. وقال بلير الذي زار قطاع غزة أمس للمرة الثانية منذ توليه منصبه الحالي قبل نحو عامين: «عدت إلى غزة اليوم للتحري ميدانيا والاستماع من الفلسطينيين مباشرة عن الوضع الصعب الذي يعيشونه هنا في غزة». وأشار الى أن سبب مجيئة الى غزة هو «تغيير السياسات»، مؤكداً أنه «يتفهم غضب الناس» في القطاع. وعقد بلير مؤتمراً صحافياً ظهر أمس في المقر الرئيس ل «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (اونروا)، فيما وقف الى يساره مدير عمليات «اونروا» في القطاع جون غنغ. وقال بلير فيما كان يقف خلفه عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين الذين التقاهم في مقر «اونروا»: «من المهم جداً أن نستمر بالاهتمام بالوضع الإنساني المتدهور فى غزة، وعلى سبيل المثال يجب أن نتأكد من إعادة إعمار الأبنية السكنية والبنى التحتية للناس، وفي الوقت نفسه إحياء القطاع الخاص وتنمية الاقتصاد فى غزة». ورأى أن «المعاناة في قطاع غزة كبيرة، ويجب أن تتواصل عملية البنى التحتية المستقبلية للدولة الفلسطينية مع استمرار المفاوضات»، واعداً الغزّيين بأنه سيعمل على «تغيير الاوضاع في قطاع غزة نحو حياة افضل للفلسطينيين». وقال إن «لدى الأطفال في قطاع غزة طاقة هائلة ومواهب يجب ان تستغل بصورة إيجابية وبناءة، لكن على الجانب الآخر من الحدود يجب ألا يعيش أطفال سديروت في خوف ورعب، ويجب العمل على بناء مستقبل افضل للجانبين»، في اشارة الى الصواريخ محلية الصنع التي تنطلق من القطاع. وأضاف: «رغم احترام احتياجات اسرائيل الامنية، ومصير الجندي الاسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت، إلا أنه يجب ألا تُترك الأوضاع في غزة على هذا النحو من المعاناة»، من دون الاشارة الى معاناة الاسرى او الدمار الذي خلفته الحرب الاسرائيلية. وقال: «نحن مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية، واللجنة الرباعية الدولية تؤيد ذلك على اساس حقيقي يتضمن القبول بدولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب اسرائيل الآمنة، لذلك نقوم بعملية التغيير في الضفة وغزة». ووجه حديثه الى الفلسطينيين قائلاً: «ليكن السكان على يقين من أن هناك آفاقا لمستقبل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام»، بموجب «خريطة الطريق». ورداً على سؤال عن رفض نتانياهو الاعتراف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، قال بلير: «المهم أن الأمور تتجه نحو حل دولتين اسرائيل وفلسطين، وكل المواضيع الاخرى سيطرح على الطاولة أثناء المفاوضات». وعقد بلير خلال زيارته القصيرة جداً للقطاع سلسلة من الاجتماعات مع ممثلي وكالات الأممالمتحدة والمجتمع المدني ومؤسسات حقوق الانسان المحلية والقطاع الخاص الفلسطيني. كارتر في غزة من جهة اخرى، من المقرر أن يصل الى غزة اليوم الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي زار عدداً من دول المنطقة، من بينها سورية واسرائيل حيث التقى نعوم شاليت والد الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليت. ويحمل كارتر معه رسالة من والد شاليت الى ابنه الذي يصادف 25 من الجاري مرور ثلاثة أعوام على وجوده في الأسر في غزة لدى «حماس» ولجان المقاومة الشعبية. كما يُعتقد أن كارتر يحمل رسالة من الرئيس أوباما الى «حماس». ومن المقرر ان يلتقي كارتر مع قادة من «حماس» في غزة، من بينهم رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية.