استنفرت فرق الدفاع المدني في المنطقة الشرقية صباح أمس، طاقاتها، إثر تلقيها بلاغات من مدن عدة، عن انتشار رائحة غاز «غير مألوفة»، تنبعث من جهة «غير معلومة». فيما عزا الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في الشرقية المقدم منصور الدوسري، انبعاث الغاز إلى شركة «أرامكو السعودية». وأوضح الدوسري، أن «مركز القيادة والسيطرة تلقى صباح السبت، أكثر من 50 بلاغاً، وردت من كل من محافظات الخبر، ورأس تنورة، والقطيف، تفيد بوجود رائحة غاز غير مألوفة في الجو»، مشيراً إلى أنه تم «تحريك فرق التدخل والرصد التابعة للدفاع المدني، التي قامت بدورها بإجراء عملية مسح شامل لحاضرة الدمام، ولم تتوصل إلى معرفة أسباب انبعاث هذه الرائحة». وأبان انه تم «الاتصال في المسؤولين في «أرامكو السعودية»، للاستعلام عن أسباب هذه الرائحة، وأفادوا أن الشركة تقوم بعملية تفريغ لغاز النيتروجين، من أحد الأنابيب»، موضحين أنه «غاز خامل وغير ضار». وأكد «عدم تضرر أي شخص جراء انبعاث هذا الغاز، كما لم تسجل أي حال مرضية». وتأتي هذه الحادثة بعد مرور سنتين، على حادثة مماثلة، شهدها حي عبدالله فؤاد في مدينة الدمام، نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام 2008، إذ وجه نائب أمير الشرقية الأمير جلوي بن عبد العزيز، حينها «بتشكيل لجنة ميدانية لتقصي أسباب انتشار رائحة كريهة»، ضمت الدفاع المدني، والشرطة، والإدارة العامة للمياه، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والمؤسسة العامة للمياه المالحة، وشركة «أرامكو السعودية»، بهدف «التأكد من طبيعة الرائحة، ومعرفة نوع المادة ومصدرها، ووضع الحلول لمعالجتها». وقامت فرق الدفاع المدني، كإجراء احترازي، بتكليف وحدة التدخل في حوادث المواد الخطرة بالقيام بجولة مسح للمنطقة التي انتشرت فيها الرائحة، من خلال أجهزة الرصد الكيماوية، لتسجيل أي قراءة لوجود غازات في الجو من عدمه، إضافة إلى توسيع دائرة المسح، تمشياً مع اتجاه الريح التي تنقل الرائحة من مصدر التسرب، وبخاصة بعد تسرب غازات انتشرت في الحي ذاته، ما أثار هلع ساكنيه، الذين فوجئوا مع توقيت ذهاب الطلاب للمدارس، برائحة غازات غريبة، صاحبتها أعراض حرقة واحمرار في العيون. يُشار إلى أن غاز «النيتروجين» هو عنصر كيماوي، عديم اللون والطعم والرائحة، وهو عادة غير نشط. وينتشر على شكل غاز في درجة الحرارة وقياس الضغط القياسيين. كما أنه يعتبر «لا فلز»، ويكون على شكل جزيء من ذرتين، ويشكل 78 في المئة من الغلاف الجوي للأرض، ويدخل في تركيب جميع الأنسجة الحية، إضافة إلى أنه يشكل عدداً من المركبات المهمة مثل «الأمونيا» (النشادر)، وحمض «النيتريك» و»السيانيد». ويستعمل في صناعة الأسمدة. ويعتبر «النيتروجين» النقي غير نشط كيماوياً. والنيتروجين السائل شائع لدراسة تأثير درجات الحرارة المنخفضة على الكائنات الحية. ويستخدم «النيتروجين» كمادة غير نشطة في أجواء خزانات السوائل القابلة للانفجار، وأثناء تصنيع الأجزاء الإلكترونية، مثل الصمامات الإلكترونية (ترانزيستورات) والدايود والدوائر المتكاملة. كما يستخدم في صناعة الفولاذ الذي لا يصدأ، إضافة إلى استخدامه كمبرد للمنتجات الغذائية. وتستخدم «أرامكو السعودية» النيتروجين، لأعمال إنتاج الزيت.