داخل مركز اليرموك للتدريب في غرب بغداد تلتقي مجموعة من المعاقين بصرياً للتدريب على رياضتهم المفضلة.. كرة الجرس. ويصنف اللاعبون في رياضة كرة الجرس وهو الاسم الرسمي للعبة إلى ثلاث فئات هي ب1 وب2 وب3 تبعا لدرجة إبصارهم. ويعتبر اللاعبون من الفئة ب1 مكفوفين بينما يعتبر المصنفين في الفئتين ب2 وب3 معاقين بصرياً.ويضم الفريق في رياضة كرة الجرس ثلاثة لاعبين منهم حارس المرمى. وتبدأ المباراة بأن يقذف لاعب من أحد الفريقين كرة ذات تجهيزات خاصة بيده ثم يحاول حارس مرمى الفريق الآخر منعها من دخول الشبكة. وتصدر عن الكرة أصوات متكررة ليتمكن اللاعبون المعاقون بصرياً من تحديد مكانها. وبدأت اللعبة في العراق في العام 1988 كوسيلة للترفيه عن الجنود الذين أصيبوا بإعاقة بصرية خلال الحرب العراقية الإيرانية. وفي العام 1989 حصلت رياضة كرة القدم للمكفوفين على اعتراف رسمي وأصبح اللاعبون المشاركون فيها يستطيعون المنافسة في الدورات الأولمبية الخاصة للمعاقين. ويوضح مدرب فريق كرة الجرس للمعاقين بصرياً قاسم غانم علي أن اللعبة بدأت أساساً كنوع من الترفيه عن الجنود الذين أصيبوا في الحرب.وقال "أثناء الحرب العراقية الإيرانية فتحت هيئة رعاية معوقي القادسية في ذلك الوقت رياضة للمعوقين.. العسكريين المصابين.. الجرحى.. كترفيه لهم. فبدأت رياضة المعوقين الترفيهية. وبعد ذلك صارت رياضة تنافسية."وأضاف أن الإعاقة البصرية شرط لممارسة رياضة كرة الجرس لكن اللاعبين يحتاجون أيضا إلى سمع حاد وحاسة لمس قوية. وتابع " من الصعب أن تأتي بمكفوف لأن ليس كل مكفوف يستطيع أن يشترك بكرة الجرس. إنما فقط المكفوف الذي لديه أذن موسيقية. هناك الكثير من المكفوفين ولكن لا يصلحون للعبة. بمعنى آخر يجب أن يكون للمكفوف حاسة سمع قوية وحاسة لمس قوية. إذ إنه من الصعب أن تعمل مع المكفوف." وتمارس رياضة كرة الجرس في ملعب خاص داخل قاعة مغلقة. يبلغ طوله 42 مترا وعرضه 22 مترا ويزود بحواجز حوله لمنع الكرة من الخروج. كما تزود القاعة الموجود فيها الملعب بتجهيزات خاصة لتمكين اللاعبين من التركيز على الصوت الذي يصدر عن الكرة. وشاركت رياضة كرة الجرس لأول مرة في الأولمبياد الخاص في دورة تورونتو للمعاقين عام 1976 وتغلبت النمسا على ألمانياالغربية في ذلك الوقت في المباراة النهائية وفازت بالميدالية الذهبية. وكان الفريق المصري لكرة الجرس أنجح الفرق العربية في منافسات الرجال بالدورات الأولمبية الخاصة حيث فاز بالميدالية الفضية في الولاياتالمتحدة عام 1984 وبميدالية برونزية في كل من دورة سول عام 1988 ودورة برشلونة عام 1992.