قبل حلول اليوم العالمي للمرأة، أصدرت الشركة التي تصّنع الدمية الشهيرة «باربي» مجموعة جديدة من الدمى ليكن «قدوة» للفتيات الصغيرات حول العالم. وفي بيان قالت الشركة: «تكرم باربي 17 امرأة من كل العالم أصبحن قدوة لغيرهن حالياً أو في الماضي. وتنحدر هؤلاء النساء من خلفيات تاريخية متنوعة ومن مجالات عدة، وقد حطمن الحواجز وأصبحن بذلك مصدر إلهام للجيل القادم من الفتيات». وتقول ليزا ماكنايت المديرة العامة للشركة: «تمكنت الفتيات من تجسيد أدوار ومهن مختلفة عبر اللعب بالدمية باربي، ونشعر بسعادة غامرة ونحن نسلط الضوء على حياة شخصيات حقيقية أصبحت قدوة للناس، وذلك لنذكر أنه بإمكان الشخص أن يكون ما يشاء». وفق موقع «بي بي سي»، من بين هذه الدمى ال17 واحدة تمثّل الفنانة المكسيكية الشهيرة فريدا كالو. وتظهر دمية كالو مرتدية ثياباً ذات ألوان فاقعة حمراء وزرقاء كما هو معروف عنها. ولكن تعديلاً واضحاً طرأ على شكل المرأة إذ استبدل حاجباها المتصلان الشهيران في لوحات البورتريه التي رسمتها عن نفسها بآخرين مشذبين. تقول أسمهان الكرجوسلي وهي منتجة إعلانات ومصممة دمى، إن الصورة التي انتشرت لدمية كالو تظهر أن الشركة «قد جمّلت» الشخصية. وهي ليست مع «تجميل» المرأة الحقيقية من خلال الدمية، خصوصاً أن فريدة «فنانة عكست برسومها ثورة... لم تكن فنانة عادية، كما أنها كانت مزدوجة في ميولها الجنسية». وتوضح: «لم تكن فريدا كالو جميلة وفقاً للمعايير السائدة وهي لم تهتم بأن تكون جميلة. لكن باربي تعكس المعايير السائدة والتي يجب أن تعتبر جمالاً. فمثلاً نلاحظ التركيز على الطول والشعر الجميل والخصر النحيل». وكانت شركة «ماتيل» ومقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية التي تصنع دمى باربي قد تعرضت لانتقادات في الماضي لإنتاجها دمى نحيلة في شكل مبالغ فيه وغير واقعي، فضلاً عما يراه البعض إضفاء طابع جنسي عليها. ولكن في السنوات الماضية، بدأت الشركة بتنويع دماها من ناحية الشكل تحديداً. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مثلاً، سوّقت الشركة أول دمية مرتدية الحجاب صنعت تكريماً لأول لاعبة أميركية شاركت في دورة الألعاب الأولمبية عام 2016 مرتدية حجاباً. وكانت اللاعبة ابتهاج محمد قد حصلت على الميدالية البرونزية في لعبة المبارزة بالسيف للسيدات في أولمبياد ريو العام الماضي. وقالت تعليقاً على الدمية الجديدة: «حلم الطفولة أصبح حقيقة». ومن الدمى الجديدة أيضاً نيكولا أدامس، بطلة الملاكمة البريطانية الشهيرة وكاثرين جونسون عالمة الرياضيات الشهيرة التي عملت مع الوكالة الأميركية للطيران والفضاء (ناسا) وهيلين داروز الطاهية الفرنسية الشهيرة. تقول روزا تساغاروسيانو، مديرة برنامج ماجستير في الإعلام في جامعة ويسمنستر اللندنية، إن مثل هذه المشاريع التجارية يمكن أن تفهم ضمن سياق محاولة «زيادة الوعي حول وضع النساء، وأنه لا بد من تحقيق تغيير ما في هذا المجال». وبهذا، تشير الأكاديمية إلى الجو السائد خصوصاً بعد حملة مي تو «MeToo» بعد توجيه ممثلات تهما بالتحرش إلى منتج هوليوود الشهير هارفي واينستين الذي أثيرت ضمنه قضايا تتعلق بعدم مساواة المرأة بالرجل في مجال الأجور. وتضيف: «تحاول الشركة من جهة، تسويق منتجاتها عبر فتح المجال للفتيات بتخيل أنهن فنانات أو عالمات. ومن جهة أخرى، تركب موجة المساواة بين الجنسين السائدة، وتذكر بالاحتمالات الكثيرة والفرص التي يمكن أن تحظى بها الصغيرات». لكنها تبدي أيضاً عدم رضاها عن «تجميل كالو التي لن تكون جذابة، وفقاً لمعايير الجمال الحالية، إذا تركت كما هي»، ولا تتفق مع صورة أخرى تظهر «تفتيح بشرة» جونسون عالمة الرياضيات الأميركية ذات الأصول الأفريقية.