بكين، تايبه – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت بكين رفضها أي تدخل خارجي في النزاع مع هانوي على أرخبيلين في بحر الصين الجنوبي، كما سخرت من تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اتهمتها بفرض «استعمار جديد» في أفريقيا. وبدأت هانوي الاثنين الماضي مناورات عسكرية بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي، قبالة سواحل وسط فيتنام، على بعد نحو 250 كلم من أرخبيل باراسيلز وألف كلم من أرخبيل سبراتليز المتنازع عليهما، واللذين تختزن أعماقهما ثروات نفطية، كما يحتلان موقعاً استراتيجياً لوصول الصين الى أعالي البحار. وإضافة الى الصين وفيتنام، تطالب بأرخبيل سبراتليز كلّ من الفيليبين وبروناي وماليزيا وتايوان. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي: «نأمل في أن تحترم الدول التي ليست طرفاً في النزاع على بحر الصين الجنوبي، جهود الدول المعنية مباشرة، لتسوية هذه المسألة من خلال مفاوضات مباشرة». وأضاف: «نأمل في أن تبذل البلدان المعنية مزيداً من الجهود من اجل السلام والاستقرار في المنطقة». وشدد على ان «الصين تحمي حقوقها الشرعية، ولا تنتهك تلك التي للدول الأخرى». وتجنب الناطق الردّ على سؤال في شأن المناورات الفيتنامية، لكن بدا انه يشير الى هانوي بقوله: «بعض الدول اتخذ إجراءات أحادية أضرّت بسيادة الصين وحقوقها البحرية ومصالحها، من خلال تصريحات لا أساس لها وغير مسؤولة، في محاولة لتوسيع النزاع على بحر الصين الجنوبي وتعقيده». لكنه أكد أن بكين «لن تلجأ الى القوة ولن تهدد باستخدامها». كلام هونغ أتى بعد دعوة السيناتور الأميركي جيم ويب واشنطن الى إدانة استخدام بكين القوة، مضيفاً ان فيتنام ودولاً أخرى تراقب «لترى هل سنساعد هذه الكلمات بأفعال حقيقية». وعلّق هونغ على تصريح لكلينتون في زامبيا قبل أيام، حذرت فيه أفريقيا من «استعمار جديد» مع توسع الوجود الصيني في القارة السمراء، وعرضت أن تكون الولاياتالمتحدة شريكاً لمساعدة الدول الأفريقية على تحسين أوضاعها. وقالت من دون ذكر الصين: «رأينا خلال زمن الاستعمار، أن من السهل المجيء واستغلال الموارد الطبيعية ودفع أموال للزعماء، ثم الرحيل». وذكّر هونغ بأن «الصين ودولَ أفريقيا كانت تاريخياً ضحايا الاحتلال والقمع الاستعماري، وتعرف ماذا كان يعني الاستعمار»، مضيفاً: «لم نفرض إرادتنا قط على الدول الأفريقية. نأمل في أن ينظر المعنيون إلى التعاون الصيني - الأفريقي بموضوعية ونزاهة». وشدد على أن الصين ملتزمة احترام الدول الأفريقية والتعاون معها «لتحقيق مكاسب متبادلة». وتعتمد الصين في شكل متزايد على أفريقيا للحصول على النفط والموارد المعدنية والأسواق والدعم الديبلوماسي. وعام 2009 عرض رئيس الوزراء الصيني السابق وين جياباو قروضاً لأفريقيا بقيمة عشرة بلايين دولار على مدى ثلاث سنوات. في غضون ذلك، أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع التايوانية اعتقال تايواني بتهمة التجسس لحساب بكين.