انطلقت أمس (الإثنين) فعاليات التمرين المشترك (نسر الأناضول-1)، الذي تنظمه القوات الجوية التركية، بمشاركة القوات الجوية الملكية السعودية وعدد من القوات الجوية بالدول المتقدمة في مجال العمليات الجوية المشتركة الحديثة، ويستمر على مدى 12 يوماً. ويرى الرائد عبدالاله الغدير من الشؤون العامة بالقوات المسلحة السعودية أن هذا التمرين يهدف لصقل وتطوير مهارات الأطقم الجوية والفنية والإدارية بالقوات السعودية، ودعم الجاهزية القتالية لقواتنا الجوية، كما يأتي استجابة للدعوة المقدمة من القوات الجوية التركية لنظيرتها القوات الجوية الملكية السعودية، وذلك لما تتمتع به القوات الجوية الملكية السعودية من تطور وتقدم في جميع الأجهزة والأطقم الجوية، إضافة إلى ما يمتلكه الطيارون السعوديون من إمكانات ومقومات عالية أهلتهم للوصول إلى أعلى درجات الاحترافية في الأداء. وتمحورت فعاليات التمرين على تنفيذ العديد من الطلعات الجوية التدريبية التي اشتملت على العمليات المضادة الدفاعية والهجومية، وعمليات الهجوم الاستراتيجي وعمليات الإسناد الجوي للقوات السطحية، والمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ التكتيكي والتدريب على عمليات التزود بالوقود جواً. وركزت جميع الدول المشاركة بالتمرين على التخطيط والتنفيذ المشترك للعمليات القتالية متبعة في ذلك أحدث ما توصلت إليه أنظمة ومفاهيم الدول المتقدمة في مجال العمل المشترك. كما يركز مركز تمرين نسر الأناضول خلال التمرين على التدرب في بيئات حرب إلكترونية متطورة وتبادل الخبرات مع القوات المشاركة في هذا المجال من أجل تعزيز قدرات وخبرات الأطقم الجوية والفنية للقوات الجوية الملكية السعودية التي اكتسبوها خلال عمليات التدريب الاستمراري في الأسراب المقاتلة. وتعد مشاركة القوات الجوية الملكية السعودية هي الأولى في تمرين نسر الأناضول الذي يعد من أقوى التمارين التي نفذتها القوات الجوية الملكية السعودية، حيث تشارك بعدد من طائرات القوات الجوية الملكية السعودية من طراز اف 15 متعددة المهام، وبكامل أطقمها من الطيارين والفنيين والمساندة التي تعمل بكفاءة عالية لتأمين الجاهزية الفنية للطائرات لتقوم بمهامها العملياتية على الوجه الأكمل، إضافة إلى مشاركة طائرات التزود بالوقود من طراز كي أي- 3أ وطائرات النقل من طراز سي -130 التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية التي ساندت عمليات التحرك، إلى جانب طائرات من القوات الجوية الأميركية من طراز أف 16 وطائرات القوات الجوية الأسبانية أف 18 وطائرات، والقوات الجوية الأردنية أف 16، إضافة إلى الدولة المستضيفة (تركيا) التي شاركت بجميع منظوماتها وأسرابها المقاتلة. ويرى طبيب التمرين الرائد الطبيب يحيى بن محمد الزهير أنه لما «للخدمات الطبية من أهميه كبرى في مثل هذه المشاركات، فقد أولت قواتنا الجوية اهتماماً بهذا الجانب تجسد باستقطاب ضباط أطباء طيران وتأهيلهم تأهيلاً عالياً وابتعاثهم إلى دول متقدمة في هذا المجال، وإكسابهم الخبرة المطلوبة، من خلال مشاركتهم إلى جانب زملائهم والقيام بالمهام المناطة بهم، من توفير الخدمة الطبية على مدار الساعة طوال فترة التمرين لجميع المشاركين، والحفاظ على سلامة الطيران والطيارين، مع مهام الأخرى تتجسد برفع المعنويات والتأكد من سلامة البيئة المحيطة بمنسوبينا وسلامة وصحة الغذاء». وأوضح الرائد الطيار من طائرات التزود بالوقود ناصر محمد السلطان، أن طائرات التزود بالوقود (KE-3A) قامت بتزويد الطائرات المقاتلة (اف 15) بالوقود جواً، اضافة إلى بعض المهام الأخرى، مع الاستفادة من الاختصاصات المشاركة، فالاحتكاك مع دول متقدمة تزيد من الخبرة والمهارة، والنجاح لهذا التمرين يمثل فخراً واعتزازاً للجميع، ويضاف الى الانجازات التي تسجل لقواتنا الجوية بشكل خاص وقواتنا المسلحة بشكل عام. ويؤكد احد المشاركين بالتمرين الرائد الطيران سعيد بن علي الأحمري أن هذه التمارين تعود بالفائدة الكبيرة على المشاركين وتنمي مهاراتهم وتكسبهم الخبرة العملياتية والتكتيكية العالية، وتبادل الخبرات مع القوات الجوية الحديثة والمتقدمة، والعمل في بيئات عمل متنوعة من أجل رفع كفاءة منسوبي القوات الجوية الملكية السعودية. لكن المهم هو الاستفادة من هذا التمرين قدر المستطاع والظهور بالصورة التي تعكس تطور قواتنا الجوية».