كثيراً ما يتصور الناس أن للعلم مدينة وعالماً خاصاً، يعيشه المتخصصون والمريدون، أما معلمة مادة الرياضيات في منطقة جازان فجعلت ذلك الحلم واقعاً ملموساً، فمن منطلق حبها ورغبتها في تطوير المادة نفّذت تصميمها لمدينة خاصة للرياضيات بعد تفكير لسنوات عدة، لتصبح مزاراً لكثير من المهتمين والمتخصصين بابتكار يعتبر الأول من نوعه في المنطقة. وذكرت معلمة الرياضيات بالمدرسة المتوسطة والثانوية الثالثة إيمان بيضي أنه بعد تفكير عميق وتأمل دام طويلاً ولدت مدينة الرياضيات، بعد أن كان حلماً يراودها، وقالت: «مدينة الرياضيات ليست مدينة كبيرة كما نرى في المدن على أرضنا اليوم، ولكن مدينتي مبسطة جمعت بين الرياضيات البحتة ووجودها في القرآن الكريم وارتباطها بمعلومات حياتية، وتضمنت مجموعة من المباني، كل مبنى يختص بموضوع معين، مثل مبنى خاص بالرموز المطورة، وآخر بجدول الضرب، وغيرها للعمليات الحسابية وللأشكال الهندسية، إضافة إلى مدينة ملاهٍ خاصة بالتحويلات الهندسية ومبانٍ أخرى، إلى جانب أشجار زينت المدينة، مثل شجرة علماء الرياضيات وشجرة الأعداد، وإشارة الأعداد على هيئة إشارة المرور، لأن إشارات الأعداد في الرياضيات لها أهمية إشارة المرور في حياتنا اليومية». كما طالبت الجهات المختصة بتبني فكرتها وتطوير المدينة بشكل متطور وحديث، حتى تتم الاستفادة منها على مستوى المملكة، فيما حضت رئيسة قسم الرياضيات بإدارة التعليم في منطقة جازان سهام عبده التي أطلعت على نموذج مدينة الرياضيات، المهتمات بعلم الرياضيات بالاستفادة من التجربة الناجحة لصاحبة العمل.