يسخر الفيلم الكوميدي «بلاش تبوسني» للمخرج المصري الشاب أحمد عامر، من رفض الممثلات أداء مشاهد فيها قبلات، في واحد من التحوّلات التي طرأت على السينما المصرية منذ انقضاء عصرها الذهبي. ويحكي الفيلم، المخصص للعرض للكبار فقط (من هم أكبر من 18 سنة)، قصة مخرج شاب يجد صعوبة في تصوير مشهد يتضمن قبلة بسبب تردد بطلة فيلمه، وهي قصّة يبدو أنها تعكس حقيقة يعاني منها بعض المخرجين في مصر. وقد يثير موضوع الفيلم بعض الحساسية في المجتمع المصري المحافظ، إلا أن مخرجه أحمد عامر يأمل بأن «تجعل الكوميديا الناس يتقبّلون موضوعه بشكل أفضل». ويقول: «أنا لا أحاول دفع المشاهدين في اتجاه معين، أنا أريدهم أن يفكروا وأن يكونوا مستمتعين في الوقت نفسه». والفيلم مليء بالمواقف الكوميدية والتعليقات اللاذعة وخصوصاً خلال مشهد القبلة الذي يوقف تصويره في كلّ مرة. ويرى المشاهد تارة الممثلة وعلى وجهها علامات التقزز، وتارة أخرى يفاجأ بصفعات على وجه الممثل الذي يبدو أنه أخذ المشهد بجدية أكثر مما ينبغي. ووفق عامر، فإن فكرة الفيلم تعود إلى عرقلات مهنية حقيقية واجهها قبل سنوات عدة، عندما أخفق في تكملة فيلم قصير خصوصاً لأن بطلة الفيلم كانت ترفض تمثيل مشهد القبلة. وهو يرى أن الممثلين صاروا متأثرين بالقيود المحافظة التي يفرضها المجتمع. تؤدي دورَ الممثلة الخجولة ياسمين رئيس التي تسارع إلى التأكيد أنها قبلت الدور «على الفور». وتقول: «عندما كنت صغيرة كنا نشاهد بشكل عادي جداً أفلاماً فيها حب ومشاعر وقبلات. وفجأة عندما كبرت وجدت أنهم يقولون لنا إنه لا يمكن فعل ذلك. لا أفهم ماذا حدث». وتبدي ياسمين دهشتها خصوصاً من العنف الذي يهيمن أكثر فأكثر على السينما المصرية في ظل النجاح الذي تحققه أفلام الحركة. وتقول «الغريب أن الناس تحب مشاهدة أفلام العنف أكثر من الأعمال الرومنسية». ويلاحظ الناقد السينمائي طارق الشناوي أن «الأمور بدأت تتغير في الثمانينات مع التراجع اجتماعياً». بدأ عرض «بلاش تبوسني»المقتبس اسمه من أغنية لمحمد عبد الوهاب أداها في فيلم «ممنوع الحب» عام 1942، في الصالات المصرية الأربعاء، وهو قدم للمرة الأولى في مهرجان دبي الدولي في نهاية 2017. ويأمل فريق العمل بأن يحقق النجاح في مصر وأن يعرض في مهرجانات أوروبية وأميركية. وتفيد شركة «ماد سولوشن» التي أنتجت الفيلم بأن الشريط الإعلاني شوهد أكثر من مليون ونصف المليون مرة على وسائل التواصل الاجتماعي.