شارك موح السعيد مالك من مدينة تزي وزو الجزائرية في اللقاء العربي الأوروبي للكشافة الذي عقد في السويد الشهر الماضي وشاركت فيه ثلاثون دولة بينها وفد من مسؤولي الكشافة الإسلامية الجزائرية. وقدم الشاب الذي لا يتجاوز الخامسة والعشرين ربيعاً برنامج عمل منظمته وساهم في بعض برامج الشباب التي حضرها في الملتقى خصوصاً تلك التي تتعلق بكيفية التعامل مع مستجدات العصر التكنولوجية والبيئية. وتوجت المشاركة الجزائرية في السويد باستضافة الجزائر اللقاء العربي الأوروبي السنة المقبلة. وتتمتع الكشافة الإسلامية الجزائرية بشعبية كبيرة بين الشباب نظراً لتنوع النشاطات التي تقدمها من جهة ولسمعتها ودورها في تثقيف الشباب وإبراز إمكاناتهم وتطويرها وتلقينهم الانضباط وتنمية الشعور بالمسؤولية من جهة ثانية. ويقول محمد أمين الذي انخرط في فوج الأمل للكشافة انه تعلم الكثير من تجربته بدءاً بالأغاني والرياضة وصولاً إلى معرفة وثقافة واسعتين خصوصاً في ما يتعلق بالمناطق الداخلية الجزائرية. فهو كان يشارك في تبادل الأفواج بين مختلف الولايات ما سمح له بزيارة أكثر من نصفها على امتداد الجزائر: «زرت ولايات عدة وأستطيع أن أزعم أنني أعرف أكثر من نصف البلاد». ويتحدث أمين عن دروس الإسعافات الأولية التي تلقاها والأناشيد الكثيرة والتحية الخاصة بالكشاف ومختلف النشاطات التي سمحت له باكتساب عدد من المهارات «التي لا يملكها أصدقائي غير المنخرطين». ويضيف: «شعرت باحترام الآخرين كما أني أشعر أيضاً بأنني اختزلت سنوات كثيرة من التجربة في الأفواج التي تنقلت معها نظراً للكم الكبير من المعرفة الذي تلقيته، ناهيك بالزيارات للخارج التي، على رغم قلتها، مكنتني من التعرف الى الآخرين سواء بالذهاب إليهم أو باستقبالهم. وعلى رغم أن العلامة الدينية تظهر في تسمية المنظمة الكشفية، فإنها ليست منظمة دينية، وإن كان من ركائزها الحفاظ على مقومات الإسلام باعتباره أحد عناصر الهوية الجزائرية. وتوصف الكشافة الجزائرية بأنها منظمة مدنية تقوم على الانضباط وتحترم المبادئ العالمية التي نشأت الحركة الكشفية في العالم من أجلها وتساعد على تنمية روح المبادرة والوعي والمسؤولية لدى الجيل الشاب. وإذا كان دور الكشافة قد انكمش نسبياً خلال التسعينات بسبب الأوضاع الأمنية، فإنها استعادت نشاطها داخل المجتمع كاملا بعد ذلك وهاهم مسؤولوها اليوم يسعون إلى جمع مليون شاب كشاف تحت لوائها خلال السنوات الخمس المقبلة. ويقول خثيري عبد الرزاق المفوض الدولي للكشافة الجزائرية ل «الحياة» أن صفوف المنظمة الوطنية تعد اليوم 400 ألف كشاف. وتم الاتفاق بين منظمته ووزارة الفلاحة (الزراعة) في 27 ايار (مايو) الماضي الذي يصادف اليوم الوطني للكشاف لفتح أفواج جديدة في الريف من أجل استقطاب شباب تلك المناطق وتشجيعهم على الانخراط في العمل العام. كما شاركت المنظمة بكشافيها في مسابقة أطلقها المجمع الثقافي البريطاني لتكوين القياديين وتكوين مدربين ارسلوا إلى اسكتلندا، ومصر والأردن إضافة إلى الجزائر. ويعتز أفراد هذه المنظمة ب «النجاح الكبير» كما وصفوه الذي حققه لقاء المفوضين الدوليين العرب بحضور غير مسبوق ل 14 دولة عربية في الجزائر العاصمة. وعلى صعيد محلي فإن ما يفتخر الكشافة بتحقيقه كثيراً هي نشاطاتهم تجاه صغار المساجين. فذكر عبد الرزاق أن منظمته استطاعت دخول عالم السجون والتعاون مع الأحداث، وقد تمكنت بفضل نشاطاتها من إدماج 89 طفلا من هؤلاء في الحياة الكشفية وهي تسعى اليوم إلى إعطائهم أملا جديداً بعد خروجهم عبر دمجهم في سوق العمل. ويقول: «ليست المهمة سهلة أبداً، لكنها ليست مستحيلة أيضاً» مشيراً إلى تعاون السلطات معهم وعدم منعهم من النشاط داخل سبعة مراكز عقابية ما سمح لهم بالتعامل عن قرب مع هذه الفئة الحساسة وبذل مجهود حقيقي لتحويل هؤلاء الشباب إلى قوة فاعلة وإيجابية في المجتمع. أما عن نشاطات هذا الصيف فيذكر عبد الرزاق أن منظمته تستعد لإرسال 4000 كشاف للتخييم مع الكشافة التونسيين في تونس، كما سيذهب فوج مهم آخر إلى مصر وآخر إلى فرنسا، بينما يستقبل الجزائريون نظراءهم الكشافة الفرنسيين للاستفادة من خبرتهم في مجال البيئة لمدة 20 يوماّ، مشيراً إلى أن العدد الإجمالي للكشافة الذين يخيمون خارج الجزائر هذه السنة يصل إلى 5000 شاب.