تم اليوم الاربعاء التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الجيش اليمني والمتمردين "الحوثيين" في محافظة عمران الشمالية بعدما امتدت المواجهات في الايام الاخيرة الى مشارف صنعاء. وقالت "وكالة الانباء اليمنية" في بيان ان "وقفا لاطلاق النار اعلن ظهر اليوم في عمران بناء على اتفاق تم توقيعه تحت إشراف اللجنة المكلفة انهاء التوتر والاشتباكات في المحافظة". ونص الاتفاق على "الوقف الفوري لإطلاق النار" و "وقف الحشود والتعزيزات والاستحداثات من قبل كل الأطراف"، فضلا عن "نشر مراقبين عسكريين محايدين" وفتح الطريق بين عمران وصنعاء. وتقع عمران، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، على مسافة 50 كيلومترا شمال صنعاء. كذلك نص الاتفاق على انسحاب "الحوثيين" الذين يتخذون اسم "انصار الله" من السجن المركزي في عمران بعد ان سيطروا عليه وافرجوا عن عدد من معتقليهم. من جانبه، قال بيان صادر عن مكتب الموفد الدولي الى اليمن جمال بن عمر ان الاتفاق ابرم بعدما اجرى مكتب بن عمر "مشاورات مكثفة مع قيادات أمنية وسياسية وممثلين عن أنصار الله من أجل نزع فتيل التوتر". واتخذت المواجهات منحى تصعيديا بعد تدخل الطيران اليمني في اليومين الاخيرين من خلال قصف مواقع ل "الحوثيين". وتدور المواجهات في عمران منذ اسابيع بين "الحوثيين" والقبائل المتحالفة معهم، وبين اللواء 310 الذي يقوده العميد حميد القشيبي القريب من اللواء النافذ علي محسن الاحمر ومن "التجمع اليمني للاصلاح" (اخوان مسلمون). ويساند الجيش في المعارك المستمرة منذ اسابيع مسلحون من "تجمع الاصلاح"، فيما يساند "الحوثيين" مسلحون قبليون ليتخذ الصراع في هذه المنطقة طابعا سياسيا قبليا. ويؤكد "الحوثيون" الذين يشاركون في العملية السياسية انهم ليسوا في مواجهة مع الدولة، بل مع "تجمع الاصلاح" ومع اللواء علي محسن الاحمر الذي انشق عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعدما كان احد ابرز اركان نظامه. في المقابل، يُتهم "الحوثيون" بانهم يسعون الى السيطرة على اكبر قدر ممكن من الاراضي في شمال اليمن استباقا لتحويل البلاد الى دولة اتحادية. وسبق ان حقق "الحوثيون" في عمران تقدما على حساب آل الاحمر، وهم زعماء قبيلة "حاشد" النافذة. ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الاساس هو محافظة صعدة الشمالية، لكنهم تمكنوا من توسيع انتشارهم بشكل كبير منذ 2011، بعدما خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.