جددت روسيا أمس، تمسّكها بدعم النظام السوري «إلى حين القضاء على التهديد الإرهابي»، فيما حاولت رمي كرة إنجاح الهدنة في الغوطة الشرقية في ملعب المعارضة. وفي وقت طالبت باريسموسكو بالضغط على دمشق، طلب الاتحاد الأوروبي من الدول الضامنة العمل جدياً لوقف النار في سورية. ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء، أن إنجاح «الهدنة الإنسانية» في الغوطة الشرقية يقع على عاتق فصائل المعارضة السورية، مضيفاً أن بلاده ستواصل دعم النظام السوري «للقضاء على التهديد الإرهابي». وذكّر لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بأن «روسيا والحكومة السورية أقامتا ممرات إنسانية في الغوطة، كما أقيمت نقاط تفتيش على أطراف المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة، والتي يمكن من خلالها خروج المدنيين». واعتبر أن «الدور الآن على المسلحين من فصائل المعارضة والأطراف الراعية لهم للتحرك»، مشيراً إلى «المسلحين المتمركزين في الغوطة الذين يواصلون قصف دمشق ومنع إيصال المساعدات وإجلاء الراغبين في مغادرة» المنطقة. وقال لافروف للصحافيين إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في سورية قاموا «بإرادتهم أو رغماً عنهم بإنقاذ الإرهابيين» على الأرض. وتابع: «لقد أثرنا هذه المسألة مع واشنطن مراراً ولم نتلق جواباً مقنعاً، لكن من الواضح تماماً أنه طالما أن الإرهاب منتشر في سورية، ينبغي العمل على إزالته تماماً». وأصر وزير الخارجية الروسي على أن هدنة الخمس ساعات المعلنة ستكون مثمرة «إذا سمحت العصابات التي تسيطر على الغوطة الشرقية بذلك». وأتت الهدنة القصيرة في الغوطة على رغم تبني مجلس الأمن السبت، قراراً ينص على وقف شامل لإطلاق النار في سورية «من دون تأخير» ولمدة 30 يوماً. وأكد لافروف أن القرار قد يشكل متنفساً للناس في أنحاء سورية، لكنه أشار إلى أن الكرة في ملعب المعارضة والأطراف الداعمة لها في واشنطن. من جهة أخرى، أبلغ لافروف المجلس أن موسكو تدعو أعضاء التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة إلى «ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها في سورية». وشدد على ضرورة نشر بعثة تقييم مشتركة من الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة في شكل عاجل في الرقة التي حولها القصف إلى ركام وتركها التحالف لرحمة القدر». وحذر لافروف، في لقاء مع الصحافيين، من أن في الرقة «جثثاً تتحلّل في الشوارع. لا توجد مياه شرب، لا مرافق صحية والأرض كافة ملغمة»، داعياً الى استئناف محادثات السلام في البلاد. في غضون ذلك، وجهت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، رسالة إلى وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران حضّتهم فيها على ضمان الالتزام بوقف النار في الغوطة والسماح بدخول المساعدات للمناطق المحاصرة. وطالبت موغيريني أيضاً، الدول الثلاث باعتبار أنها تشرف على محادثات السلام السورية في آستانة، «بتنفيذ وقف نار حقيقي لمدة لا تقل عن 30 يوماً متتالية في عموم سورية»، كما طالبتها باتخاذ كل الخطوات الضرورية لضمان وقف القتال وحماية الشعب السوري، وأخيراً وصول المساعدات الإنسانية الطارئة والقيام بعمليات الإجلاء الطبي اللازمة. وفي السياق ذاته، دعت وزارة الخارجية الفرنسية روسيا وإيران إلى ممارسة «أقصى درجات الضغط» على دمشق لتنفيذ وقف النار. وقالت الناطقة باسم الوزارة أغنيس فون دير مول، إن «الجماعات المسلحة في الغوطة تعهدت لمجلس الأمن بالالتزام بالقرار 2401 وقبول الهدنة، فيما أن نظام بشار الأسد، من الناحية الأخرى، لم يتحرك في هذا الاتجاه، إلا أن قرارات مجلس الأمن ملزمة أيضاً له».