قتِل 25 مدنياً من بينهم أطفال بضربة نفذها التحالف الدولي لمحاربة «داعش» بقيادة الولاياتالمتحدة في آخر معاقل التنظيم الإرهابي على نهر الفرات شرق سورية. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الضربة استهدفت الأحد منطقة ضهرة علوني قرب منطقة الشفعة، مشيراً إلى أن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال. وتسببت الغارات بإصابة عدد من المدنيين بعضهم في حالة حرجة حسب المرصد. ورداً على إعلان «المرصد»، أوضح الناطق باسم «التحالف» ريان ديلون: «نأخذ كل التقارير بجدية وكما نفعل دائما سنضع ذلك في تقييمنا للخسائر بين المدنيين وسننشر النتائج على أساس شهري». ونفى «التحالف» كذلك تنفيذه أي غارات الأحد. وذكر في رد لوكالة «فرانس برس» عبر البريد الإلكتروني «لم يبلَغ عن أي ضربات للتحالف في سورية الأحد»، لافتاً إلى أن التحالف «يبذل قصارى جهد للتقليل من الخسائر البشرية والضرر بممتلكات المدنيين قدر الإمكان». وأكد في الوقت ذاته «استمرارنا في دعم شركائنا في قوات سورية الديموقراطية عبر ضربات دقيقة لضمان الهزيمة الدائمة لداعش في سورية». من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصادر أهلية قولها إن «الغارات أدت إلى وقوع عدد من الجرحى، حالات بعضهم خطرة، ما يجعل عدد الضحايا مرشحاً للزيادة نتيجة الغارات التي تسببت بأضرار مادية ودمار كبير بمنازل المواطنين وممتلكاتهم». وأشارت الوكالة إلى أن طيران التحالف ارتكب في 20 من الشهر الجاري «مجزرة بحق السوريين راح ضحيتها 16 مدنياً جراء قصفه الأحياء السكنية في قرية البحرة بريف دير الزور الشرقي». وخسر «داعش» أراضي كان قد سيطر عليها في سورية في مواجهة حملة عسكرية للتحالف الذي تقوده واشنطن والذي يدعم تحالفاً من مقاتلين سوريين، وحملة عسكرية منفصلة شنتها قوات النظام السوري بدعم من روسيا وإيران، لكن التنظيم ما زال يسيطر على جيوب صغيرة شرق سورية على ضفتي نهر الفرات وفي ضاحية جنوبدمشق وفي جنوب غربي البلاد. ويؤكد مراقبو الحرب أن الضربات الجوية التي نفذها «التحالف» أثناء الحملة على «داعش» في سورية والعراق قتلت أعداداً كبيرة من المدنيين، فيما يشدد «التحالف» على إنه يولي اهتماماً كبيراً لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وكان «المرصد» أفاد الخميس الماضي بمقتل 82 شخصاً على الأقل، معظمهم من أقارب مسلحي «داعش» بغارات شنّها التحالف. وتسيطر قوات سورية الديموقراطية على الضفاف الشرقية لنهر الفرات حيث ما زال تنظيم داعش موجوداً في بضعة جيوب، ولقوات النظام وجود محدود. وبعد سلسلة الخسائر التي مني بها، بات التنظيم يسيطر على نحو 3 في المئة من الأراضي السورية. وكان «التحالف» ذكر على موقعه الإلكتروني أن 841 مدنياً على الأقل قتلوا بشكل غير متعمد جراء الضربات التي شنها منذ بدء عملياته ضد «داعش» عام 2014 في سوريا والعراق المجاور. ولم يعد التنظيم يسيطر على أي مدينة في سورية، لكنه يحتفظ بقرى وبلدات وجيوب ينتشر فيها بضعة آلاف من المقاتلين، من دون أن يكون لهم أي مقارّ.