لجأ قراصنة الانترنت خلال العام الماضي إلى مواضيع ساخنة مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تقام في روسيا هذه السنة، والعملة الرقمية «بيتكوين» في محاولاتهم خداع المستخدمين وسرقة أموالهم أو معلوماتهم الشخصية، وفقاً لتقرير أعدته مؤسسة «كاسبرسكي لاب» العالمية. وأفاد التقرير بعنوان «البريد المزعج وهجمات القنص لعام 2017»، بأن «العملات الرقمية شكلت موضوعاً ساخناً من مواضيع رسائل البريد المزعج في 2017، خصوصاً مع الارتفاعات الكبيرة في سعر بيتكوين». وكان باحثون في «كاسبرسكي لاب» سجلوا في الربع الثالث من عام 2017 نمواً في اللجوء إلى حيل اتخذت طابعاً ذا صلة بتقنية «بلوك تشين». وبحلول نهاية السنة، لوحظ استخدام ترسانة واسعة من أدوات البريد المزعج المتعلق بالتداول بهذا النوع من العملات. ويستخدم المجرمون حيلاً متنوعة، بينها مواقع إلكترونية مموّهة لتبدو وكأنها منصات تداول العملات الرقمية، وخدمات مزيفة تقدّم تعديناً سحابياً، كما يستخدمون العملات الرقمية كطعم، مثل مكاسب اليانصيب الوهمية، بالإضافة إلى قواعد البيانات الموجهة لاستهداف عناوين محددة والتي يتمّ جذب الضحايا إليها من خلال البريد المزعج. كما وزع المجرمون أنواعاً مختلفة من البرمجيات الخبيثة في رسائل البريد المزعج، تحت ستار أدوات لكسب «بيتكوين»، أو تعليمات للتداول في العملات الرقمية. وفي ظلّ التحضيرات المكثفة التي شهدها العالم في عام 2017 لبطولة كأس العالم لكرة القدم، كان مرسلو الرسائل المزعجة نشطين في نشر رسائل بريد إلكتروني ذات صلة بموضوع الحدث الرياضي الأبرز في العالم. وتم إرسال رسائل احتيالية تتضمّن مكونات رسمية لهذا الحدث، شملت شعارات ومعلومات من المنظمين والرعاة التجاريين، حرص فيه المجرمون على خداع المتلقّين بفوزهم بسحوبات يانصيب ومنحهم وعوداً كاذبة بالحصول على تذاكر مجانية لحضور مباريات في البطولة المرتقبة صيف السنة الجارية. وأكدت «كاسبرسكي لاب»، أن الأساليب التي يلجأ إليها المحتالون فعالة، نظراً إلى انخفاض مستوى الانتباه لدى المستخدمين وارتفاع مستوى الثقة بما يصلهم عبر البريد الإلكتروني، وهي عوامل مجتمعة تدلّ على ارتفاع الاحتمالات في اتباع الأشخاص تعليمات مُضللِّة تأتيهم عبر الإنترنت». ولفتت إلى أن متوسط كميات الرسائل المزعجة انخفض في عام 2017 ليصل إلى 56.63 في المئة، أي أقلّ بمقدار 1.68 نقطة مئوية عن عام 2016. وقالت خبيرة تحليل البريد المزعج في «كاسبرسكي لاب» داريا غودكوڤا، إن «مرسلي الرسائل المزعج لم يفوّتوا أي سبب لسرقة المعلومات الشخصية لمستخدمي الإنترنت، وكانوا حريصين على إبقاء عيونهم على ما يحدث في العالم، على رغم أننا شهِدنا انخفاضاً طفيفاً في نشاطات الرسائل المزعجة العام الماضي». وتوقعت مزيداً من التطور والنمو في نشاطات البريد المزعج وهجمات السرقة ذات الصلة بالعملات الرقمية خلال هذه السنة، مع مزيد من التنوع في الأهداف لتشمل عملات رقمية أخرى غير «بيتكوين». وأكدت أن الولاياتالمتحدة كانت أكبر مصادر البريد المزعج بنسبة 13.21 في المئة، تلتها الصين (11.25) وفيتنام (9.85). وكان من بين البلدان العشرة الأولى الهندوألمانياوروسيا والبرازيل وفرنسا وإيطاليا. وكانت ألمانيا أكثر البلدان استهدافاً بهجمات البريد الخبيثة (16.25 في المئة)، بزيادة طفيفة بلغت 2.12 نقطة مئوية مقارنة بعام 2016. وشملت قائمة البلدان العشرة الأولى في الاستهداف الصينوروسيا واليابان وبريطانيا وإيطاليا والبرازيل وفيتنام وفرنسا ودولة الإمارات.