اعتبر رئيس كتلة المستقبل النيابية اللبنانية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، أن «الناحية الايجابية في لبنان، تكمن في اعتبار القطاع الخاص النشيط والديناميكي عموداً فقرياً اقتصادياً متجذراً في الثقافة اللبنانية، على رغم كل الانقسامات السياسية حول قضايا أساسية وباستثناء عدد قليل من الأصوات». وأكد في مداخلة خلال مشاركته في جلسة النقاش الأولى ل «المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي» الذي استضافته الأستانة، أن روح المبادرة «تشكل عاملاً مهماً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي بلد، بغض النظر عن العوامل الجغرافية أو السياسية». ولفت إلى أن لبنان «لطالما اعتُبر نموذجاً في المنطقة لجهة روح المبادرة وقدرات شعبه، ونستطيع أن نشهد على قدرات قطاع خاص ديناميكي، ليس فقط من خلال النجاحات العالمية التي حققها كارلوس غصن وغيره من اللبنانيين، لكن خصوصاً حين فشلت الحكومات في لبنان أو أُفشِلت، في حمل شعلة التنمية والتطور: الحرب الأهلية (1975-1990)، والشلل السياسي (2007-2008)، والفراغ السياسي (2011)». واعتبر السنيورة أن «الخطر الأكبر الذي تواجهه روح المبادرة ليس في لبنان، لكن في المنطقة الأوسع هو إمكان سلوك عدد من الثورات العربية الدرب الخطأ في حال توصلت إلى استنتاجات خاطئة من التجربة «الانتقالية» للسنوات ال 20 السابقة، عندما تحولت النظم الاقتصادية الاشتراكية إلى اقتصادات أكثر توجهاً نحو السوق». ورأى أن هذه الفترة الانتقالية التي «اتسمت باستقرار الاقتصاد الكلي، ما وضع حداً لاختلال التوازن المالي والتضخم جزئياً من خلال تثبيت سعر الصرف، لم تنجح في إيجاد مزيد من الفرص والوظائف وفي تحقيق نمو عادل»، عازياً ذلك، إلى «انعدام الإصلاحات المؤسسية إضافة إلى الفساد وسوء الحوكمة». وشدّد على الحاجة إلى «الدفع بمفهوم جديد لدور الدولة التي يجب أن توجد المناخ المناسب لتشجيع الاستثمارات، وأن تعمل على تمكين مواطنيها من خلال التعليم ومعاهد التدريب المهني وتنمية المهارات التقنية، وأن تقدم الرعاية الصحية وتطور أفضل خطط للتقاعد، وأن تضع الأطر التنظيمية وتقوم بالإشراف بدلاً من الإنتاج والتوزيع في معظم القطاعات، باستثناء القطاعات التي تخصها حصراً كضمان الأمن والنظام وسن القوانين». والتقى السنيورة على هامش المنتدى، رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر غولي، وعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة وأهمية استكشاف ودفع فرص الاستثمار من جانب رجال الأعمال اللبنانيين في جيبوتي. واجتمع إلى وزير خارجية كازاخستان يرجان كازيخانوف، وبحثا في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والدور الذي تلعبه كازاخستان في آسيا الوسطى وأهمية دعمها للقضايا العربية ومساهمة اللبنانيين في نهضة كازاخستان. وعقد لقاءات مع وزير المال السعودي إبراهيم العساف، ونائب رئيس وزراء قرغيستان عمر بك ببانوف، ورئيس «المنتدى الاقتصادي الإسلامي» الدولي موسى هيثم، والمسؤولة في الحكومة البرازيلية ماريا ريز.