أكد المشرف العام على وكالة التعليم الخاص في وزارة التعليم الدكتور سعد آل فهيد، ضرورة إيجاد صيغ جديدة يتواءم فيها التعليم مع الكفايات المطلوبة في جيل اليوم والوظائف المستقبلية التي تنتظره، وأن يكون لها باع في عوالم ودهاليز الأمن السيبراني والتقنية الحيوية، وكذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد والحوسبة الخارقة وغيرها من المستجدات العميقة، مؤكداً أن الطالب الجامعي عليه مسؤولية التوظيف، إذ إن مهاراته وقدراته هي مؤهله الحقيقي للحصول على وظيفة وفق قوانين السوق، مطالباً بإعادة النظر في عدد من المسلمات في التعليم الجامعي، التي اعتادت عليها الأجيال الحالية والسابقة من الأساتذة والأكاديميين. وأكد خلال افتتاح فعاليات مؤتمر ومعرض الخليج للتعليم أمس (الثلثاء) في جدة أهمية تكيف البرامج الجامعية بما يحقق رؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أن أبرز أهداف «الرؤية» هو رفع مشاركة المرأة في العمل إلى 30 في المئة، وكذلك الارتقاء بالمحتوى المحلي في النفط والغاز إلى 75 في المئة، إلى جانب خفض نسبة البطالة إلى سبعة في المئة، وهذه الأهداف لن تتحقق إلا بإيجاد موارد بشرية ذات كفاءة علمية، وقال: «لا بد أن تتواكب الجامعات مع خطط التنمية ورؤاها في بلداننا، فعلى سبيل المثال لا بد أن تعمل على تكييف خططها وبرامجها وفق رؤية 2030، ومن المستهدفات التي يجب أن تكيف البرامج الجامعية لتحقيقها». وأضاف المشرف العام على وكالة التعليم الخاص في وزارة التعليم: «في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحولات كبيرة أحدثتها التغيرات المتسارعة في التقنية والتقدم العلمي الكبير والمستمر، وأدى ذلك كله إلى ظهور جيل جديد يعتمد على التقنية في شكل تلقائي، إذ إن الأجيال المقبلة مختلفة عن الأجيال السابقة من حيث الاعتماد على التقنية وأساليب التعلم، والتعاطي مع المعلومات، والتأقلم مع سرعة معدل التغير»، وزاد: «يجب أن يدرك الطالب أنه شريك حركة التطور الإنساني بكل إنجازاتها العلمية والفكرية، وشريك في المسؤولية الوطنية، وعليه أن يعي أن النجاحات ليست صدفة أو مفاجأة، وأنها لا تتحقق إلا بسواعد الأقوياء الطموحين والمثابرين من أصحاب العقول». وفي السياق، أكد رئيس مجلس الأمناء بجامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة الدكتور عبدالله دحلان أن قيادة المملكة وضعت التعليم في أعلى سلم أولوياتها ومن أهم أساسات الرؤية المستقبلية، وقال: «إن التعليم يمثل هدفاً أساسياً من تأسيس المملكة على مدى أكثر من 80 عاماً، وذلك عندما قرر الملك عبدالعزيز أن يضع التعليم أساساً لبناء الدولة». وزاد: «إذا كانت الدول تحتسب بقوة الجيش والإمكانات العسكرية، فإن التعليم يعتبر أساساً قوياً لتقويم قوة الدول، لا تنمو الدول إلا بالتعليم، ونحن في السعودية نحرص كل الحرص على التعليم وبناء الإنسان وبناء البشر، من خلال منظومة متكاملة وضعتها وزارة التعليم لتطوير التعليم». من جانبها، قالت الأمين العام الرئيس التنفيذي للغرفة التجارية العربية والبريطانية أفنان الشعيبي: «إن دعم التعليم والمؤسسات التعليمية يعد من أساسيات دور غرفة التجارة العربية البريطانية، إذ إن هذا الدور لا ينحصر في التبادل التجاري، وإنما يشمل الجانب المعرفي والثقافي كذلك، والغرفة تُعد من الجهات التي تقارب بين المخرجات التعليمية والوظائف في سوق العمل، وذلك من خلال المناسبات والمشاركات التي تُقيمها «غرفة التجارة» باستمرار، متيحة بذلك فرصة لقاء أصحاب العمل مع المؤسسات التعليمية والخريجين، كما تقوم بدعم كل المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى رقي الوطن العربي معرفياً وفكرياً وثقافياً».