دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب - في يوم دام هو الاسوأ منذ بدأت الحركة الاحتجاجية في سورية، اعلنت السلطات حصول مواجهات عنيفة في منطقة جسر الشغور شمال غربي البلاد، قتل خلالها نحو 120 عنصرا من قوى الامن والشرطة في عمليات عدة، بينها كمين وتفجير مبنى للبريد وهجمات على مركز أمني. وافاد ناشطون وحقوقيون بان عدد القتلى المدنيين في المنطقة ارتفع إلى 37 قضوا على يدي قوى الامن. وفيما قال وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعار إن السلطات «ستعمل بحزم وحسم اعمالا للقانون ولن تسكت على اي هجوم مسلح يستهدف أمن البلاد»، كان لافتا استخدام جماعة «الاخوان المسلمين» الاردنية لهجة شديدة إزاء التطورات في سورية، معتبرة ان ما يجري على ارض سورية من «جريمة مروعة يندى لها جبين الانسانية»، قائلين ان «أي زعيم يأمر باطلاق النار على شعبه الاعزل ويصادر حقه في التعبير ويسحق حركته بالحديد والنار قد فقد شرعية وجوده وسلطته». وكان «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» دعا الى «وقف آلة القتل ورفع الحصار على المدن والقرى السورية وخروج الجيش ودباباته من وسطها». وعن التطورات الميدانية، أعلنت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) «ان 120 من قوى الامن والشرطة استشهدوا في جسر الشغور جراء عدة عمليات نفذتها عصابات مسلحة في المدينة ومحيطها». وأوضحت «ان 40 عنصرا قتلوا في هجمات بينها مكمن سقط فيه عشرون، بالاضافة إلى تفجير مبنى البريد في المدينة، ما ادى الى استشهاد ثمانية من حراس البناء». ووقالت انه «وفق المعلومات الأولية، فان عناصر الأمن والشرطة كانوا في طريقهم إلى جسر الشغور تلبية لنداء استغاثة من مواطنين مدنيين كانوا قد تعرضوا للترويع وهربوا من منازلهم باتجاه مراكز الشرطة والأمن». وزادت ان مسلحين فجروا مبنى البريد بانابيب الغاز. ونقلت «سانا» عن مندوبيها في ادلب ان «تعزيزات أمنية توجهت إلى المكان الذي نصب فيه كمين لقوات من الأمن والشرطة في جسر الشغور كانت في طريقها للمؤازرة وحماية المدنيين الذين لجؤوا إلى بعض المراكز الأمنية وذلك بعد سقوط عشرين شهيدا». وذكرت ان القوى الأمنية والشرطة «حاصرت بعض المنازل التي يتحصن فيها المسلحون ويطلقون النار على العسكريين والمدنيين»، لافتة الى انه «وفقا للمعلومات فان المسلحين مدربون ومدججون بالأسلحة المتوسطة والقنابل اليدوية وأنهم يروعون الأهالي ويستخدمونهم دروعا بشرية» والى ان «قوات الشرطة والأمن تواجه في جسر الشغور مئات المسلحين وتتمكن من فك الطوق عن احد الأحياء الذي سيطر عليه المسلحون». ولاحقا اعلنت «سانا» ان 37 عنصرا امنيا اخرين سقطوا جراء هجوم شنته «جماعات مسلحة» على مركز امني في جسر الشغور، موضحة ان «التنظيمات المسلحة» استخدمت في الهجوم الأسلحة المتوسطة والرشاشات والقنابل اليدوية وقذائف «ار بي جي»، واتخذت من الأسطح مراكز لقنص المدنيين وقوات الشرطة والامن. كما قالت «سانا» إن «المئات من عناصر التنظيمات المسلحة هاجمت عددا من الدوائر الحكومية في جسر الشغور ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من عناصر حماية هذه الدوائر، كما قامت هذه التنظيمات بحرق وتخريب هذه الدوائر». واوضحت الوكالة ان «التنظيمات المسلحة قامت بالتمثيل بجثث عدد من شهداء قوى الأمن والشرطة وألقت ببعضها على ضفاف نهر العاصي وأنها تروع الأهالي في المدينة وتقطع الطرقات وتهاجم منازل المواطنين وتقتحم المباني العامة والخاصة والمحال التجارية». واشارت الى ان «القصر العدلي قد تعرض للمرة الثانية لعمليات تخريب وحرق من قبل التنظيمات المسلحة. كما قامت التنظيمات المسلحة بسرقة خمسة أطنان من مادة الديناميت كانت مخزنة فى موقع سد وادى الأبيض بعد مهاجمتها للموقع». لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن ناشط في اتصال هاتفي ان «اطلاق نار تلاه انفجار سمع في المقر العام للامن العسكري (في جسر الشغور)، ويبدو انه حصل اثر عملية تمرد». واوضح الناشط «ان الامور بدأت الاحد حين اطلق قناصة النار على متظاهرين في المدينة ما ادى الى مقتل عشرة من هؤلاء. وعلى الاثر، قام المتظاهرون بالتجمع حول المقر العام للامن العسكري». واكد ناشط اخر انه سمع اطلاق نار في المقر العام للامن العسكري، وقال: «اعتقد انهم اعدموا عناصر من الشرطة رفضوا اطلاق النار على متظاهرين». واضاف: «حصل تمرد في صفوف الاجهزة الامنية». في موازة ذلك، قال ناشطون حقوقيون إن عدد القتلى المدنيين في جسر الشغور وصل الى 37 شخصا، منذ يوم السبت. وذكروا «ان المنطقة مطوقة بتواجد امني مكثف وسط مخاوف من اقتحام الجيش. وأشار حقوقيون وسكان الى ان بين الضحايا عسكريين قتلوا على يدي قوى الامن بسبب رفضهم اطلاق النار على المدنيين. أما في مدينة ادلب، شمالا، فقد فرقت قوات الأمن حوالى 1500 متظاهر ليلاً. كما قتل مدنيان في جبله قرب مدينة اللاذقية الساحلية بعدما أصيبا برصاص القوات الأمنية. وفي دير الزور، وسط شرقي البلاد، أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين كانوا ينظمون تظاهرة أمام مبنى لحزب البعث الحاكم ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم كما قال المرصد السوري.