شكا عدد من سائقي الأجرة تعرضهم لصنوف مضايقات عدة من الشبان لا تنتهي عند ركوب نظيراتهم الليموزين، ما دفع الكثير منهم لتظليل زجاج مركباتهم الخلفية والمطالبة بتعميم العملية على كامل زجاج المركبة، مبدين سخطاً على نظام المرور القاضي بمنع التظليل. وأوضح سائق الليموزين عمر العباسي أن فكرة تظليل مركبته أتت بعد مواجهة كثير من المضايقات لم ير أملاً في انتهائها بعد، وقال ل «الحياة»: «حين تستوقفني فتاة بهدف إيصالها إلى المكان الذي تقصده لا أجد إلا الشبان انقضوا علي سواء كانت محتشمة أو لم تكن»، مضيفاً: «في حال اضطرار الفتيات إلى التنقل بمركبات الأجرة ليلاً، تتم مضايقتنا خصوصاً حينما يطمئنون إلى عدم وجود دوريات مرور في تلك الأثناء، لذلك أعتقد أنه ليس هناك من سبب يجعل المرور يعترض على موضوع التظليل الذي يكون واقياً من شر هؤلاء الذئاب البشرية، أو أن يعمل على مساعدتنا اتقاء لمثل هذه المواقف الحرجة». وطالب العباسي بأن يكون هناك عقاب رادع لكل شاب يحاول مجرد المحاولة مضايقة إحدى الفتيات، إذ إنهن محافظات مسالمات، همِّ كل منهن أن تصل إلى مقر عملها أو دراستها أو قضاء مستلزماتها، بيد أن تفكير الشبان أن كل فتاة تستقل مركبة أجرة فهي جهاز مناداة لهم. تلك المعاناة هي هاجس سائق الأجرة الباكستاني إياز خان اليومي، الذي أفاد «الحياة» أن مشكلات الليموزين لا تنتهي، وتابع: «حين تركب معي أي فتاة أعلم أن هناك معاناة من مضايقات ومعاكسات ستبدأ وإن كانت المرأة في قمة حشمتها، بل يصل الأمر أحياناً لتحويط السيارة وفتح الباب علينا». ووصف موقف المرور من هذه الأفعال ب «غير المفيد»، وأردف: «أنا ليس بيدي أي شيء كوني سائقاً أجنبياً ضعيفاً لا ينظر إلى ما أقول، وحين أحاول الفرار منهم يضربونني ولا أجد من يسمعني حين اشتكي!، فكما قلت أنا سائق أجنبي!»، لافتاً إلى اختلاف الوضع في السعودية عنها في غيرها، إذ كان يعمل في المهنة ذاتها في مدينة دبي الإماراتية لم يجد من يعترضه من شباب أو كبار. في المقابل، أكد ل «الحياة» مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الإدارة العامة للمرور بمحافظة جدة المقدم زيد الحمزي اهتمام إدارته وحرصها بشأن الشكاوى المقدمة في هذا الخصوص، بيد أنه لم يشف غليلاً لقائدي الليموزين وعملائهم من الجنس الآخر الذين شكوا مر الشكوى من عدم تظليل زجاج المركبات، إذ قال: «يمنع النظام المروري التظليل تماماً، أما ما يحدث من مضايقات على سائقي الأجرة فبإمكانهم تبليغ الشرطة سواء دوريات المرور أو دوريات الأمن، إذ تجد شكاوى أصحاب الليموزين آذاناً صاغية من المرور وإن كان السائق أجنبياً، طالما أن رجل الأمن في الميدان يتخذ الإجراء الضروري».