لم تعد أجواء «الكشتة» الشتوية تسيطر على مجال الترفيه الكامل للشباب في السعودية بعد أن حضرت «هيئة الترفيه» التي أصبحت تتنافس على الفعاليات، إذ أعادت الفعاليات التي بدأتها «هيئة الترفيه» إلى الواجهة ملف الذكريات والمقارنات بين كل وسائل الترفيه القديمة والمستحدثة أخيراً، ولم يقتصر عمل «الترفيه» في السعودية على تفعيل نشاطها على صعيد الأنشطة المسرحية والغنائية والموسيقية والترفيهية فحسب، بل تعدتها إلى ما هو أبعد من خلال ابتكار كل الفعاليات التي يحبها المجتمع السعودي. ولم تكن «هيئة الترفيه» الوحيدة على الساحة في خطواتها المتسارعة، بل دخلت على خط الفعاليات من الجهة الأخرى «هيئة الرياضة» التي لم تتوان بقيادة رئيسها تركي آل الشيخ بجعل الرياضة وأحداثها على الساحة الأولى لنقاشات الشباب، وذلك بعد أن وافق آل الشيخ على تنظيم بطولة المملكة للبلوت على كأس هيئة الرياضة خلال الفترة من 4 إلى 8 نيسان (أبريل) المقبل، بجوائز تصل إلى مليون ريال، وهكذا تصبح «هيئة الترفيه» و«هيئة الرياضة» متعاونتان على شغل فراغ السعودي وعلى مستوى العائلة أو على مستوى الشباب الذين قد يجدون أنفسهم من خلال الفعاليات التي تقيمها الهيئتان. وسينتقل مضمار «البلوت» من الاستراحات إلى منصة تنافسية منظمة على جوائز كبيرة، كما ألغت «هيئة الترفيه» التساؤل المعتاد قديماً «أين نذهب»؟ «ماذا نفعل»؟ وذلك بملء جدول الإجازات الطويلة، مع إجازات نهاية الأسبوع بكل الخيارات التي قد توقع الأسرة في حيرة أمام أطفالهم وتقسم أعدادهم حسب ميولهم ورغباتهم، ولم يعد الترفيه في المجتمع السعودي من الأمور الثانوية، و«مضيعة للوقت»، كما كان يوصف في بعض الأحيان، بل أصبح أحد المكونات الأساسية للمجتمع. ولم يعد خيار الجلوس أمام الشاطئ مع ترامس «الشاي والقهوة» أو الذهاب إلى أحد المطاعم هو الخيار الأول والوحيد لسكان المدن الساحلية، وأصبح أحد الخيارات المتاحة فقط، بل أضافت هيئة «الترفيه» وهيئة «الرياضة» خيارات جديدة إلى قاموس الأسر بعباراتها الجديدة، «نروح نحضر مباراه»، أو «ممكن نحضر حفلة لموسيقار عالمي» أو تحقيق حلم أحدهم بحضور حفلة مع أسرته لأحد المطربين المحليين المشهورين، أو حضور «سينما» أو فرصة لقاء أحد الممثليين العالميين، أو فعاليات ثقافية أو أبراز المواهب الدفينة من خلال الخوض في إحدى البطولات المنظمة من «هيئة الرياضة»، مغلقة بذلك باب رحلات «البحرين» الأسبوعية لمشاهدة فيلم، أو غيرها من الرحلات القصيرة لحضور فعالية. وأقامت روزنامة الترفيه خلال الفترة الماضية فعالياتها التي يبدو أنها تسابق الزمن لاستغلال الوقت، مئات الفعاليات في جميع مدن المملكة وعلى سبيل المثال لا الحصر التذكير بإقامة «عروض مسرحية» وعروض تقنية الليزر «لومينيت» «لاكشري انترتيمينت هاب»، وفعالية «مونستر جام»، ومهرجان المأكولات، وعروض المصارعة، و«الرسم الجرافيتي» و«عرب جوت تالنت» ومسرحيات ل«طارق العلي» وعروض لنادي جدة للكوميديا، مع مصنع الضحك «لاف فاكتوري» وعرض معرض «أرتولوجي»، إضافة إلى معارض الفنون وعرض سبارتن «كوميك كون»، وعرض «أكشنها»، وعروض «دو سوليه» العالمية و«كليون كينج»، وعرض النجم العالمي «الباتشينو»، وعرض «يونيفرس ساينس» و«لايت فيستفال.» وبات جلياً توجّه الدولة نحو هذا القطاع واستهدافه عبر إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تتناسب مع كل الأذواق والفئات، ما يعد محوراً مهماً من أجل اقتصاد مزدهر، ومجتمع يجد وسائل ترفيه مناسبة، ووفق ما طرحته «رؤية 2030» يُعتبر «الترفيه» خطوة اقتصادية واجتماعية مهمة لتنويع الموارد لما بعد «عصر النفط». وبحسب الأرقام الرسمية المعلنة يمثل الشباب 60 في المئة من المجتمع السعودي، ويصرف السعوديون على السياحة الخارجية «أثناء الإجازات» 21 بليون دولار، ويقدّر مركز «ماس»، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حجم الإنفاق على الرحلات السياحية من السعودية بنحو 96.2 بليون ريال سنوياً.