أثارت خطة منسوبة إلى «هيئة الترفيه» انتشرت على نطاق واسع بين السعوديين وتضمنت 166 عرضاً، جدل المتابعين والمراقبين، وخصوصاً في ظل الترقب لتشكيل «هيئة الترفيه» التي فضلت الغياب عن المشهد تماماً وترك حبل الأحاديث على الغارب، وبدا جلياً من سرعة تداول «الخطة المزعومة» والأحاديث التي دارت حولها وحول صدقيتها حال الشغف الموجود للبرامج الترفيهية. وحصلت «الهيئة» التي يترأسها أحمد الخطيب، التي أقرت في السابع من شهر أيار (مايو) الماضي، على تفاعل المواطنين، وتبادلوا الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيدين، ومعجبين بالفكرة، ومستبشرين باسم الهيئة الجديدة، التي من الممكن أن تحل معضلة كبيرة يواجهها الشعب السعودي، وتحمل على عاتقها إيجاد الحلقة المفقودة لطاقات الشباب المهدرة، وإيجاد مكان ينتمي إليه المبدعون، والمهتمون بكل ما يهم المواطن ويرفعه. وشهدت الأيام الماضية تداول خطة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي منسوبة لهيئة الترفيه، تضمنت برامجها، وفعالياتها حتى نهاية العام الحالي، التي شملت عروضاً فنية ومسرحية، بعدد 166 عرضاً، وحضور متوقع يصل إلى نصف مليون زائر تقريباً، وبعائد يصل إلى نحو 43 مليون ريال، فيما لم تعلن هيئة الترفيه أي برنامج بشكل رسمي أو تصدر أي تعليق حول ما يتم تداوله. وتضمنت الفعاليات المنسوبة ل«الهيئة» لشهر تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، عرضاً مسرحياً للفرقة الاستعراضية «آي لومينيت» باستخدام تقنية الليزر، من خلال استعراضات فنية مميزة للمرة الأولى في المملكة، إذ تقام عروض الفرقة في مدينتي الرياضوجدة، كما يقدم خلال الشهر الجاري عروض «لاكشري انترتينمنت هاب»، كما سيشهد في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، عروض المصارعة الحرة العالمية WWE، و«مونستر جام» ومهرجان المأكولات. كما سيشارك برنامج «عرب غوت تالنت»، بأفضل المتسابقين حول العالم لتأدية عروض حية في كل من الرياضوجدة، والدمام، ضمن برنامج ترفيهي يمتد لثلاثة أيام، كما يقدم «غرافيتي ديستركت»، متعة الرسم على «الغرافيتي»، وفي شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ستتضمن الفعاليات المجدولة عروض «كوميك كون» في فنون «الإنيميشن»، والشخصيات الكرتونية، إضافة إلى أكشنها، وسبارتن ريس، وعرض الفنان طارق العلي «قلب للبيع»، وجولة نادي جدة للكوميديا، كما يعرض «لاف فاكتوري» مصنع الضحك، الذي يقدمه معرض «ارتولوجي» في المدن الثلاث. وتضمنت روزنامة 2017، عروض «سيرك دو سوليه» العالمي، عبر استعراضات فنية مميزة للمرة الأولى في المملكة، وعروض «يونيفرس ساينس»، ولايت فيستفال، وليون كينج، وعرض النجم العالمي «آل باتشينو»، إذ يتوقع أن يصل عدد زوار هذه الفعاليات نحو مليوني زائر في 15 مدينة. بدوره، أشاد الفنان حسن عسيري بالخطة المتداولة، وقال: «من الجميل أن ما تم وضعه لم يكن مجرد ذكر لمشاريع فقط، بل ذكرت الخطة بأسماء المشاريع، وتحديد المواقع وفترة إقامتها». من جانبه، ذكر المخرج أيمن جمال أن الجميع استبشر بإنشاء هيئة الترفيه، «إلا أنها حتى اللحظة لا يوجد أي تطبيق لها على أرض الواقع». ويرى الفنان فيصل العيسى: «أن على الهيئة تهيئة المسارح المستأجرة، والعمل على تهيئة الرخص والخدمات لها، خصوصاً وأن السعوديين هم الذين يملأون مسارح الخليج، وأن تجارب فعاليات الرياض ناجحة على مستوى المسارح، إذ يصل الحضور للآلاف، بسبب تعطش الجماهير السعودية للفن، والرغبة في التنفيس والترفيه، خصوصاً وأن الخطة المعلنة لا تختلف عن نشاط أمانات المناطق في تنظيم الفعاليات الترفيهية». وأضاف: «مر نحو 100 يوم حتى اللحظة، ولا يزال الانتظار قائماً لانطلاق مشاريع هيئة الترفيه». يذكر أن الرؤية الجديدة، الطموحة بإدراجها لصناعة الترفيه ضمن مجالات التنمية، تؤكد استيعابها لحاجات المجتمع، كما تؤكد إدراكها لأهمية العوامل الفكرية، والنفسية، والروحية في تنمية الشعوب، فالتنمية ليست اقتصاداً فقط، ولا عمراناً متطوراً فحسب، بل أيضاً بناء مجتمع سليم ومتوازن.