يبدو أن عجلة التطوير التي تشهدها الحركة الكروية الرياضية في السعودية حالياً لن تتوقف قريباً، بل ستستمر في الدوران لتطال جوانب عدة ذات أهمية كبرى في الملاعب السعودية، إذ يعد المشروع الخاص ببناء قاعدة جديدة ل «مراقبي» المباريات من فئة الشبان ذو الكفاءة العلمية، خطوة ستثمر عن نجاح في الموسم المقبل، إذ يهدف المشروع إلى تفعيل دور «مراقب المباراة» بشكل كبير في الملاعب المحلية كافة، واعتماد لجان اتحاد الكرة السعودي على تقارير المراقب التي ستكون بطريقة «إلكترونية» حديثة، بعيدة عن الاجتهاد الشخصي والتقارير «الكتابية». التي تمتلئ عادة ب«شاخبيط» بعض المراقبين وتسهم في حدوث مشكلات كبيرة، كما حدث أخيراً في تقرير مباراة فريقي الوحدة والتعاون في ختام دوري زين السعودي للمحترفين، وتعرض الفريقان لعقوبات من لجنتي الفنية والانضباط، إحداها وأهمها هبوط فريق الوحدة لمصاف أندية الدرجة الاولى. وكانت أولى خطوات المشروع في جدة، إذ أقيمت الأسبوع الماضي ورشة عمل للمراقبين الجدد من «جدة والمدينة المنورة» دشنه المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين السعودي محمد النويصر، الذي أكّد أن إطلاق المشروع جاء بناءً على توجيهات الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل بن فهد، إذ قدّم المراقب في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حمد الصنيع شرحاً شاملاً عن مشروع «مراقبي المباريات»، شمل التعريف العلمي بمراقب المباراة والمهام المناطة به، والدور الذي يقوم به في المباريات، وذلك وفق الأنظمة واللوائح الصادرة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وأكّد محمد النويصر أن الأهداف الرئيسية من إطلاق المشروع هي الرقي وتطوير الدوري السعودي في المظهر والمضمون، وبناء قاعدة صلبة لجيل جديد من مراقبي المباريات من الشبان، إضافة إلى زيادة الكفاءات الإدارية الرياضية السعودية للتعامل مع المباريات بطريقة متطورة، ووفق أنظمة ولوائح الاتحادين الآسيوي والدولي، إلى جانب إيجاد هيكل تنظيمي ومهام واضحة لكل مسؤول في الملعب، سواءً المنسق العام للمباراة أو المراقب أو المسؤول الإعلامي، وأضاف: «سيتم ابتكار نماذج حديثة لكتابة التقارير بشكل إلكتروني، وتطوير جانب (الأسكورشيد) الخاص بالفرق بطريقة حديثة، وهذا الأمر سيفيد كثيراً جميع لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم وخصوصاً لجان الحكام والفنية والانضباط والقانونية». وستواصل عجلة المشروع التطويري الجديد دورانها، إذ سيتم إقامة ورش عمل في الرياض للمراقبين الجدد من الرياض والقصيم، وأخرى في الدمام للمراقبين من الدمام والأحساء، ثم سيتم جمع المراقبين الشبان كافة في ورشة عمل كبرى تكون ختامية، من أجل إعداد مراقبين بطريقة عملية ومهنية عالية للموسم المقبل. يذكر أن المراقب في الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم سلمان بن نمشان والمراقب في الاتحاد الآسيوي حمد الصنيع، هما المشرفان على مشروع إعداد مراقبين سعوديين جدد، وطارق الخليفة المنسق العام للمشروع.